أوّلًا : الشكل. اسم الله في التوراة العبرية هو يهوه أو ياهو أو يو أو يه. نجد ياهو في أسماء العلم : اشعياهو (يهوه خلص)، ونجده وحده في برديات الفنتين (القرن 6 ق.م.)، على الاوستراكات وفي النصوص اليونانية. يو ويهو موجودان كعنصر أول في الأسماء : يوياكين، يهوياكين (الرب ثبت). يه موجود في نهاية الاسماء : ابياه (يهوه هوابي) وفي العبارات الليتورجية (هللويا). ثانيًا : اللفظ : لا نستطيع أن نقول كيف كان العبرانيون يلفظون اسم يهوه وليس من حركات للتشكيل. وعندما أخذوا يضعون الحركات امتنعوا عن التلفّظ باسم يهوه. هناك نصوص غير بيبلية تساعدنا على اللفظ : يهوه. من أجل هذا، كانوا يكتبون اسم يهوه بالحرف القديم (او الفينيقي) وسط نص كُتب بأحرف مربّعة. ثالثًا : أصل الكلمة ومدلولها. تعود به التوراة إلى هيه أو هوه (كان، وجد) : أنا هو من هو، أنا هو أرسلني إليكم (خر 3 :14). والمدلول : الكائن مع نشاط. فالعبارة : أنا هو من هو تدلّ على كينونة الله وعمله (خر 33 :19؛ حز 12 :25). وهذا الواقع يعبَّر عنه بالعبارة : يعرفون أني يهوه (خر 3 :14؛ 6 :3؛ 7 :27؛ حز 37 :13). تشدّد هاتان العبارتان على نشاط الله الحي، على أمانته، على استقلاله المتسامي، أو على إرادته الخلاصيّة الثابتة وأمانته تجاه شعبه. في أي حال، نؤكّد أنه بجواب : أنا هو من هو، أراد الله أن يعني شيئا ما من كيانه. هو لم يرفض أن يعلّم موسى. وحين يرفض يهوه أن يتكلّم (تك 32 :29؛ قض 13 :7ي)، فهو يقول بوضوح. ثم إن العهد القديم لا يرفض أن يعرّف الله عن نفسه. إنه يسمح لنفسه أن يكشف اسمه، لأنه يسمو على العالم، ولا يخاف القوى السحرية. رابعًا : اسم يهوه قبل موسى : هل عُرف اسم يهوه قبل موسى؟ رج خر 6 :3؛ هو 12 :10؛ 13 :4. في النصوص البيبلية (غير يهوهية) يظهر اسم يهوه قبل موسى. مثلا في خر 6 :20 يوكابد. وفي الكتابات الأكادية نكتشف منذ القرن 20 أسماء علم مؤلّفة من "يو" و"يوم". ولكن هذا العنصر ليس اسمًا إلهيًّا، ولا يُكتب أبدًا مع اسم إلهي. عرف الفينيقيون القدماء اله "يو". اذًا عُرف اسم يهوه عند الشعوب السامية، وأعطاه موسى مدلولاً جديدًا، وجعله اسمًا خاصًّا لإله بني اسرائيل. ويعني خر 6 :3 أن الآباء لم يعرفوا قوة اسم يهوه وعظمته. وما هو أصل اسم يهوه؟ هنا نعود إلى القينيّين. تزوّج موسى ابنة الكاهن القينيّ (خر 2 :16-22)، فتعلّم أن يعرف لدى القينيين هذا الإله المعبود في سيناء (تث 33 :2، قض 5 :4)، وفرضه على قبائل اسرائيل. مع أن القينيّين كانوا، كما تقول التوراة، عبّاد يهوه الورعين (يش 14 :6-12؛ 2مل 10 :5 ي)، إلاّ أنّنا لا نقدر أن نستنتج من خر 18 :9-12 أنهم كانوا ورعين أيضًا في أيام موسى. لا شكّ في أنّ الكاهن القيني عرف قدرة يهوه بسبب النصر الذي احرزه على آلهة مصر حين خلّص شعبه، ولكنّه قدّم ذبيحة لالوهيم. ثم إن إله القينيين لا يقدر أن يتكلّم عن عبوديّة شعبه في مصر (خر 3 :7) ويسمّي نفسه إله آباء اسرائيل (خر 3 :13؛ رج 3 :7 ي؛ 5 :3، 6 :3ي). رج ياهواه.