وُجد النصّ الأول في قمران، في أجزاء مختلفة تعود إلى الأراميّة (وصيّة لاوي) أو العبريّة (وصيّة نفتالي) : وحُفظ كلّه في أخبار يرحمئيل التي جُمعت في العصر الوسيط. يبدو أن الكتاب دوّن في العبريّة. وهو باقٍ في اليونانيّة، في اللاتينيّة (ترجم عن اليونانيّة سنة 1242)، في الأرمنيّة (في القرن التاسع، مع بعض فجوات، وشروحات زيدت فيما بعد واعتبرت آتية من اليونانيّة) في السلافيّة القديمة (القرن 12-13). وكانت تحويرات مسيحيّة دُمجت في النصّ ولا سيّما في الأقسام النبويّة. غير أنّ هذه التحويرات قليلة. ولهذا، يجب أن لا ننسب هذا المؤلّف إلى مسيحيّ اهتدى من اليهوديّة. فالمسيحيّ لا يتكلّم كما هو الأمر هنا عن دور مسيحاني للاوي أهم من الدور المعطى ليهوذا، كما لا يتكلّم عن أهميّة الشريعة وعن المصير المقبل لشعب يهوذا وحده دون الاهتمام برسالة بين الوثنيّين. وكانت تحويرات سابقة للمسيحيّة، وقد جاءت من يهود معارضين للكهنوت اللاويّ، من يهود تحضّروا بالحضارة الهلينيّة وتأثّروا بالحشمونيّين في القرن الأول ق.م. هؤلاء "الكتّاب" أعادوا صياغة نصّ متشعّب (هناك التكرارات والقطع في قلب الخبر)، وقد يكون دوِّن قبل المكابيّين، أي قبل سنة 178 ق.م. استلهمت "وصيّات الآباء الاثني عشر" (وهم أولاد يعقوب الاثنا عشر) مباركات يعقوب وهو على فراش الموت (تك 49 :1-27)، فجعلت أمامنا كلّ واحد من أبنائه الاثني عشر يحمل توصيات إلى أبنائه عند ساعة الموت. وتورد كلّ وصيّة (ما عدا وصيّة اشير) سيرة "الأب" مستندة إلى تقاليد تجهلها التوراة. تُبرز فضائله ورذائله وتربطها عادة بيوسف، البار المضطهد، وقلب الخبر الأولاني، ونموذج العفّة والحبّ الأخويّ للجميع. ويتوسّع الكاتب في إرشاد يقدّم فيه تطبيقًا أخلاقيًّا يرتبط بالحياة الباطنيّة في العالم اليهوديّ، ويشدّد على الفضائل الشخصيّة وعلى الحب للقريب اليهوديّ. ثمّ إنّ هذا الإرشاد البعيد كلّ البعد عن الطقوس، لا يتحدّث عن السبت ولا عن الختان ولا عن الشريعة المتعلّقة بالأطعمة. وهكذا يشكّل مجموع هذه الإرشادات لاهوتًا أخلاقيًّا ذا طابع روحيّ ونسكيّ. وتأتي نبوءة عن القبيلة (ما عدا جاد)، فتنهي الوصيّة وتعلن الجحود والعقاب (الذي يكون المنفى والشتات) كما تعلن التوبة والخلاص ببناء إسرائيل الجديد بعد قيامة الأبرار من بني إسرائيل، كما من الوثنيّين. ويحضّ كلّ أب من الآباء أبناءه ليحافظوا على الشريعة ويظلّوا متعلّقين بيهوذا (الذي يمثّل الملك) وبلاوي الذي هو الكاهن والمخلّص المسيحانيّ ومفسّر الشريعة الوحيد. وتأتي خاتمة قصيرة فتتحدّث عن موت "البطل" ودفنه.