في العبريّة : ف ن ي م. في اليونانيّة : بروسوبون. جزء من الجسد يرى الناس ويراه الناس، لأنّ سائر الجسم كان يُغطّى بالثياب. لهذا كان الإنسان يحجب وجهه لئلاّ يرى شخصًا (خر 3 :6؛ إش 53 :3)، أو لئلاّ يراه ذاك الشخص (أي 24 :15؛ 34 :29). في العبارات التي نجد فيها "فنيم"، نكون تارة أمام فكرة تتحدّث عن شخص ننظره (لا 20 :25) وطورًا عن رغبتنا في أن يرانا الناس (تث 10 :8؛ 18 :7). وعبارة "سقط على وجهه" (لا 9 :24؛ را 2 :10؛ مت 17 :6؛ لو 5 :12) تدلّ على موقف ذاك الذي لا يجسر أن يرفع عينيه نحو الشخص الذي أمامه. أما عبارة "رفع وجهه" نحو شخص آخر، فتعني نظر إليه بعطف (عد 6 :26). و "رفع وجه" شخص آخر، تعني سمح له بأن ينظر إلى رئيسه الراضي عنه (تك 32 :21). وقد ترتبط الوجهة بفكرة النظر (تك 31 :21؛ 2مل 12 :18)، فيعني الوجه، حينذاك "النيّة" (مز 34 :17؛ 2أخ 32 :2). ويتفرّع عن هذا بشكل طبيعيّ أن يصبح الوجه "ما يُرى" تجاه "ما لا يُرى" (أم 27 :19). لهذا يتحدّث النصّ عن "وجه السماء" (تك 1 :20)، "وجه المياه" (تك 7 :18)، تجاه "قلب البحار" (يون 2 :3). و"وجه الأرض" (تك 6 :1، 7) هو ما نراه من الأرض. والوجه هو أيضًا مفسِّر القلب ومظهِر العواطف (سي 13 :26). واستنارة وجه الله علامة رضاه وبركاته (مز 31 :17؛ 80 :4، 8، 20؛ 119 :135). والوجه المظلم والمكدّر هو علامة الحزن (أي 23 :17؛ نح 2 :2). وقوّة القلب وضعفه يَظهران في تعبير الوجه. "قوّى وجهه" (أم 7 :13) أي بدا وقحًا. وعلى الوجه تظهر حالات الإنسان. عندئذٍ يدلّ الوجه على الشخص نفسه كما في بروسوبون (2كور 1 :11). وتُستنتج سلسلة من الاستعارات من الوجه كجزء يُرى ويكون في المقدّمة. فالوجه هو واجهة المعبد (خر 26 :9). أو موضع الحجاب (إش 25 :7). وعبارة : "أمام وجه" تعني "أمام" (خر 25 :20؛ حز 41 :22).