مسحة كانت تمارس المسحة لأسباب دينيّة ودنيويّة. ونبدأ بالوجهة الدنيويّة. هناك فعل "س و ك" وفعل "م ش ح" (2صم 1 :21؛ إش 21 :5). يُمسح الترس ليجعل السهم يميل عن صاحبه. ويُمسح جسد الانسان بالزيت. فالزيت الذي يجعل الوجوه تشعّ (مز 104 :15)، يُستعمل في العالم الشرقيّ ليحمي الجسد ويحفظ له ليونته ولمعانه. واستعملت الطبقة الغنيّة (عا 6 :6) الزيت الفاخر ومزجته بالطيب (أس 2 :12؛ نش 3 :6؛ مر 14 :3) الذي يصنعه العطّارون (خر 30 :25، 35؛ نح 3 :8؛ جا 10 :1) والعطّارات (1صم 8 :13). ذُكر الزيت مرارًا في الاعتناء بجمال المرأة (2صم 14 :2؛ را 3 :3؛ أس 2 :12؛ يه 10 :3؛ حز 16 :9؛ دا (يو) 13 :17)، واعتُبر المسح بالزيت طقسَ الضيافة. يُصبّ على رأس الضيف الذي نبغي إكرامه (مز 23 :5؛ 313 :2؛ 141 :5؛ لو 7 :46). والزيت على لحية هرون (مز 133 :2) يدلّ على سخاء الذي قام بهذا العمل. ومسح الأرجل (لو 7 :38) له طابع خارق. وبدت المسحة علامة فرح (أم 27 :9؛ جا 9 :8؛ نش 1 :3؛ 4 :10؛ إش 61 :3؛ مز 45 :8). وغيابُ الزيت يدلّ على الحداد (2 صم 14 :2؛ يه 10 :3) واللعنة (تث 28 :40؛ مي 6 :15) والتوبة (2صم 12 :20؛ را 3 :3؛ مت 6 :17). ويُذكر الدهن (المسح) بعض المرات كداواء لمعالجة الجروح (إش 1 :6؛ لو 10 :34) : هذه الممارسة تفسّر جزئيًا استعمال العهد الجديد للزيت من أجل معالجة المرضى (مر 6 :13؛ يع 5 :14. هنا يتحدّث التقليد الكاثوليكي عن مسحة المرضى). وفي النهاية، ومع أن اسرائيل لم يمارس التحنيط على الطريقة المصريّة، فقد جرت العادة بأن تُدهن الجثة بزيت ممزوج مع الطيوب (مر 16 :1؛ لو 23 :56؛ يو 19 :39-40).