هم أصحاب الماسوره : مجموعة قواعد ومبادئ وتقاليد من أجل الحفاظ على النصّ البيبليّ الصحيح. ما معنى اللفظة؟ هناك من عاد إلى "م س ر" الذي يدلّ على نقل التقليد. وظنّ آخرون أن اللفظة تعني : عدّد، حسب. فالماسوريون المتعمّقون في ماسوره يعدّون حروف كل كتاب ليتأكّدوا من أن حرفًا لم يُضَف ولم يُلغَ. واستندت فئة ثالثة إلى حز 20 :37، فتحدّثت عن "دفاع" الماسوريين عن كل تصحيح طارئ إلى النصّ. في الاصل كُتبت النصوص البيبليّة بشكل متواصل من الحروف وبدون قطع بين كلمة وكلمة. وهذا ما قاد إلى ضياع كبير في فهم النصّ. منذ القرن 6 ب.م. وحتى القرن 10، قام بعض المثقّفين المعروفين بالماسوريين بتأمين دقّة النصّ. بدأوا فقسموا النص إلى كلمات وجمل ومقاطع. كانت المقاطع كبيرة أو صغيرة. وأضافوا العلامات الصوتيّة (أي الحركات. شكّلوا النصّ) وعلامات الإنشاد. وأشار الماسوريون إلى الحالات التي فيها يفترق الشكل المكتوب لكلمة (كتيب) عن الشكل الذي يجب أن تُقرأ فيه (قري)، كما أشاروا إلى الاملاء الصحيح. كان هناك نظامان لتشكيل الحروف : النظام البابليّ حيث تُوضع الحركات فوق الحروف، والنظام الطبرياوي (نسبة إلى طبرية) حيث توضع الحركات تحت الحروف. فأخِذ بالنظام الثاني الذي فرض نفسه إلى أيّامنا. طُبع عمل الماسوريين في مختلف الطبعات العبرية للبيبليا. فالحواشي ذات الأهميّة الضئيلة (الماسورة الصغرى) طبُعت في الهامش. والحواشي الأهم (الماسورة الكبرى) وُضعت فوق النصّ أو تحته. وهناك حواشٍ طويلة طُبعت في نهاية كل جزء. النص الكلاسيكي للبيبليا هو "دقدوقي ها تياميم" الذي ثبّته هارون بن أشير (سنة 930 ب.م.) في مدرسة الماسوريين في طبرية، فقُبل كالنصّ الحجّة بناء على توصية موسى بن مأمون. تعود أول نسخة كاملة إلى النصف الأول من القرن 10، وقد وُجدت في مجمع حلب، في سورية، وعُرفت باسم "ك ت ر. ارام. ص و ب هـ " (كودكس حلب هو التاج والزينة). أحرقت بعض أقسام هذا المخطوط سنة 1947 ولكن الجزء الأكبر ظلّ بدون ضرر وهو اليوم في معهد زوي في اسرائيل.