مدينة واقعة على الضفة الغربية لمسيرة الفرات الاوسط على مستوى تدمر. لم تُذكر ماري في التوراة، ولكننا نعرفها في النصوص البابلية (ومنها نصوص حمورابي). اكتُشفت المدينة تحت تل الحريري قرب ابو كمال في سورية الشرقية وبدأت الحفريات منذ سنة 1933 فاعطت نتائج مهمة جدا. هناك عشرون ألف لوحة مكتوبة بالخط المسماري في ارشيف زمري ليم آخر ملوك ماري. فقد مات في حرب مع حمورابي في السنة 32 لعهد حمورابي. هذه النصوص (رسائل إلى زمري ليم، رسائل تجارية) تلقي ضوءا على تاريخ الحقبة القديمة في سلالة بابلونية وعلى تاريخ حمورابي. مثلا : دخلت كرونولوجية حمورابي في مرحلة جديدة واهتم العلماء بالحوريين. هناك 6 نصوص دينية مكتوبة في الحورية وهي أقدم من نصوص بوغازكوي (الحثيين) واوغاريت باكثر من 300 سنة. كانت ماري مركزا تجاريا هاما، وكانت تقيم علاقات مع شوشن وبابل وجبيل واوغاريت وقبرص وكريت. وان القصر الملكي الذي يغطي مساحة هكتارين، يشهد على هذه الحضارة الرفيعة المرتبطة بالسومريين والاكاديين. ماذا نعرف عن تاريخ المدينة ؟ تأسّست سلالة ماري على يد يجيد ليم الذي خلفه يحدون ليم وزمري ليم. وبين الملكين الأخيرين سيطرت فترة أشورية، كان فيها يسماح هدد حاكم ماري الذي أقامه والده شمشي هدد، ملك أشورية، ملكًا على المدينة. معلوماتنا الأهم تعود إلى زمن زمري ليم معاصر حمورابي (القسم الاول من القرن 18 ق.م.). احتلّ حمورابي عاصمة زمري ليم، ودمّرها في السنة 34 من حكمه. بين عبيد زمري ليم، هناك قبيلة "بني يمينا" (بنيامين). معنى اللفظة : أبناء اليمين، ابناء الظهيرة، أبناء الجنوب. هل هناك علاقة مع قبيلة بنيامين، وهي إحدى القبائل الاثنتي عشرة في أرض اسرائيل؟ يبقى الجواب معلّقًا. ما نلاحظه في هذه الكتابات هو أن أنبياء ماري يعلنون قولاً في حالة من الأزمة، في حالة الحرب، في شكل قريب ممّا نجده في النصوص النبويّة.