هي جزء من الأدب الجلياني. مجموعة من الأقوال دوّنت في اليونانيّة في القرون الأولى للمسيحيّة بيد كتّاب يهود ومسيحيّين، على مثال أقوال وثنيّة كما في "الكتب السيبليّة" التي حُفظت في رومة. تكوّنت هذه المجموعة من 4230 بيتًا من الشعر، في 12 كتابًا (في ترقيم : 1-8 ثم 11-14). غاب الرقم 9-10 بسبب ترتيب المخطوطات التي تضمّنت مجموعتين : في المجموعة الأولى الكتب 1-8. وفي الثانية، الكتب 11-14. غير أن الكتابين الأولين في المجموعة الثانية هما تكرار للمواد التي تضمنها الكتابان 7-8 في المجموعة الأولى. لهذا السبب لم يُجعلا في النصّ المطبوع. انطبع الكتاب 3-5 والكتاب 11 بطابع يهوديّ. وقد دُوّن كل هذا قبل ثورة ابن الكوكب. وكان للكتب 12-14 طابع يهوديّ أيضاً، ولكنها جاءت متأخّرة. أما الكتب 1-2، 6-8 فقد ألّفها كتّاب مسيحيّون على أساس مواد يهوديّة (6-8) أو بتأثير من الغنوصيّة (1-2). ماذا في الأقوال السيبليّة؟ إن الأقوال السيبليّة، شأنها شأن الأقوال الوثنيّة، تُعتبر انباءات بالمستقبل : إنباءات بكوارث تاريخيّة، وبنهاية العالم التي ترتبط بشجب عبادة الأوثان والتجاوزات الجنسيّة. ونرى في هذا الكتاب تهديدات موجّهة إلى اللاجيين والسلوقيين ورومة. ويعود الكتّاب إلى أحداث بيبليّة مثل خلق العالم والطوفان وبرج بابل. وتُبرز هذه الأقوالُ تسامي الله والمواعيد المسيحانيّة لجميع الأبرار. تشدّد الأقوال اليهوديّة على أن الحروب والهزائم هي عقاب لعبادة الأوثان، وتعلن دينونة الله للامم، ومجيء المسيح وانتصاره. وأهتمّ الباحثون بالكتاب الثالث الذي دُوّن في مصر، في زمن سابق للمسيحيّة. فالأشعار 97-349، 489-829، تشكّل متن هذا الكتاب، وفيه يُوضع تاريخ اسرائيل واعلان ملكوت الله في إطار تاريخ الكون. في الكتاب الرابع يُعلَن دمار العالم بالنار. أما الأقوال المسيحيّة فتتحدّث عن المسيح، عن حياته وآلامه، عن المبادئ التي يجب أن يتعلّق بها تلاميذه. إن هذه الأقوال تلفت النظر إلى مصير الإنسان بعد الموت. إن الأقوال السيبليّة (والسيبلّة هي امرأة ملهمة تنقل أقوال الآلهة) قد أثّرت تأثيرًا كبيرًا على الفكر اللاهوتيّ في الغرب، ووجدت لها تعبيرًا في الفن الكنسيّ. ونجد في كتابات الآباء عددًا من الاشعار السيبليّة. وقد ذكر الامبراطور قسطنطين الكبير السيبلّة في "خطبته إلى جماعة القديسين". أما ميكالنجيلو فرسم خمس سيبلاّت بجانب الأنبياء في الكابلة السكستينيّة.