1) الاسم في الفينيقي "ك ت ي". في اليونانية : كيتيون. هي مدينة لارنكا الحالية الواقعة على الشاطئ الجنوبي الشرقيّ لقبرص. وقد تماهت بعض المرات مع قرطاجة قبرص. إن لم نجد اسمها ربّما في القرن 9 ق.م.، فمن الأكيد في القرن 8-7، ساعة أصبحت كيتيون مركزًا فينيقيًا، مع اسم الجمع كتيم. 2) الحفريات الاركيولوجيّة. بدأت في القرن 18، فدلّت على أن كيتيون كانت مأهولة بشكل متواصل منذ القرن 13 ق.م. بأحياء المدينة القديمة : حي "كتاري" في الشمال مع الموضع القدسيّ الذي أعيد بناؤه في القرن 9، على موقع معبد يعود إلى الألف الثاني. ثم حيّ "بمبولا" الذي نجد فيه معبد ملقارت وعشتار قرب المرفأ المقفل (سترابون 14 :682) حيث تصل السفن مع امدادات الماء. ووُجدت معابد أخرى خارج الأنوار، ولا سيّما قرب بحيرة الملح، جنوبي المدينة. كما وُجدت "مدينة الموتى" في الشمال والشمال الغربي والغرب، في ما يخصّ القرن 5-4 ق.م. 3) التاريخ السياسي. تتسّجل إقامة جماعة فينيقية في كيتيون في القرن 9، في خطّ الانتشار الفينيقي في البحر المتوسط، الذي كانت كيتيون من محطاته الأولى. بما إن كيتيون هي مدينة صورية، فقد ثارت في عهد شلمنصر الخامس (726-722) على ملك صور (الولي/" الولايوس)، فصارت من المدن الفينيقية التي خضعت لأشورية (يوسيفوس، العاديات 9 :284) حسب ما تقول مسلّة سرجون الثاني التي جُعلت في كيتيون سنة 707. بعد ذلك ندرت المعلومات حتى الحقبة الكلاسيكيّة. أما الابيغرافيا والنقود فقد عرّفتنا بعدد من الملوك من سنة 480 إلى سنة 312، وقد يكونون من سلالة واحدة : بعل ملك الأول. عزّي بعل. بعل ملك الثاني. بعل روم. ملكياتون. فوماياتون. صار الوزن السياسي لكيتيون كبيرًا في الجزيرة، بسبب السند الذي وجده بعل ملك الأول سنة 480 لدى الفرس الذين تحالف معهم. في منتصف القرن 5 ق.م. صار ملك كيتيون أيضًا ملك إيداليون، وهي منطقة زراعيّة غنيّة. ومدّ سلطانه أيضًا سنة 430-411 إلى سلامينة التي يحكمها الفينيقي عبدأمون. وسيطر سنة 350 ولبعض الوقت على توماسوس حيث مناجم النحاس. إذا كانت أعمال البناء تدلّ في القرن 5-4 على القوة الاقتصاديّة لملوك كتيم، فوصول الاسكندر الكبير على الساحة السياسيّة جعل المملكة الفينيقية في حالة انحطاط وصلت سنة 312 ق.م. إلى احتلال كيتيون بيد بطليموس الأول ونهاية السلالة الفينيقية (ديودوس 19/79 :4). عند ذاك صارت كيتيون أحدى ممتلكات اللاجيين في قبرص مع سائر المدن. 4) الاقتصاد. ارتبطت الانطلاقة الاقتصاديّة لكيتيون بالتجارة البحرية التي تعود إلى الزمن الذي كانت فيه كيتيون محطة على طريق فينيقية إلى الغرب (إش 23 :1، 2). فعبر كيتيون كانت تنطلق بضاعة فينيقية إلى البلدان التي وراءها : الحبوب، الزيت، الخشب، الملح، البرونز.