أو أخبار ارميا، هي خبر (هاغادة) متتابع ومكتوب يكمّل بطريقته الخاصة ما رُوي عن ارميا. نبّهه الله إلى سقوط أورشليم، فاخفى أواني الهيكل المقدّسة، وذهب مع شعبه إلى المنفى في بابل. وقبل أن يأخذ الكلدانيون المدينة المقدّسة، أرسل ارميا ابيمالك الحبشي يقطف تينًا. فتوقف ابيمالك ليرتاح بعض الشيء. ونام 66 سنة. حين استيقظ وجد باروك في اورشليم وكان يقيم في قبر. ورأى باروك في التينات التي قطفها ابيمالك منذ 66 سنة وظلت على حالها، علامة من الله (5 :1-6 :7). فوجّه بواسطة نسر إلى إرميا رسالة يعلن فيها العودة ويحدّد شروطها : إن أردنا العودة إلى أورشليم، فعلى المنفيين الذين عقدوا زواجات مختلطة أن يفسخوها. والذين يرفضون الخضوع لهذا القرار، يُفصلون. رذلتهم أورشليم كما رذلتهم بابل، فأقاموا في موضع قفر، بعيدًا عن أورشليم، وهناك بنوا مدينة السامرة (6 :9-8 :9). والذين ظلّوا مع إرميا، عادوا إلى أورشليم حيث احتفلوا بشعائر العبادة خلال تسعة أيام. وفي اليوم العاشر، قدّم إرميا وحده الذبيحة ومات. ولكنه قام بعد ثلاثة أيام، وأعلن يسوع المسيح ابن الله. فغضب عليه أبناء دينه ورجموه (9) موضوع هذا الخبر هو عودة المنفيّين إلى أورشليم. إن هذا الموضوع الحاضر بشكل مواعيد تتكرّر بشكل مباشر قبل وبعد سقوط اورشليم (1-4)، قد سيطر في ف 6-9 التي تتحدّث عن اعلان العودة وتصف الاستعداد له وتحقيقه. وإرميا هو موسى الجديد لهذه العودة التي تبدو بشكل خروج جديد. مرّت سنوات المنفى ولم يتحدّث عنها الكتاب، فحلّ محلها خبر رقاد ابيمالك واستيقاظه، وهذا ما يعطي المفتاح لهذا الخبر : يكون المنفى قصيرًا مثل رقاد أبيمالك، ويزول من وعي المنفيين مثل حلم مزعج. وحين أسقط القارئ أمثلة الماضي على المستقبل، أعطى مؤلّفه وجهًا جليانيًا، فأعلن نهاية المنفى. أما الكاتب المسيحي الذي دوّن نهاية "أخبار ارميا" (9 :11-32)، فقد زاد على صورة إرميا سمة جوهريّة في نظره : هي صورة المنادي بالمسيح، وهو يرسم مسبقًا في شخصه آلامه وموته بالاضطهادات والموت التي احتملها. كلمات شيت لآدم خبر مسيحيّ حُفظ في الارمنيّة على أساس الأخبار اليهوديّة. يتحدّث عن الطرد من الفردوس، عن صوم شيت أربعين يومًا واربعين ليلة، عن غصن شجرة الفردوس الذي حمله الملاك، عن نقل التقاليد إلى أنوش، عن توسّع الزراعة بيد أنوش.