(أ) مناسبة هذه الرسالة : هرب اونسيمس، عبد فيلمون، إلى بولس الذي ردّه إلى الإيمان (ب) المضمون. طلب بولس بلطافة وروحانية من فيلمون ان يستعيد أونسيمس ( آ12) ويعفو عنه. ويرجو الرسول ان يحصل على اكثر من ذلك. تقول آ13 : يريد بولس ان يأخذ معه اونسيمس. كان لانافعًا، والآن صار نافعًا. (ج) تلقي هذه الرسالة الضوء على قلب الرسول الكبير. واذا كان اونسيمس قد صار فيما بعد اسقف افسس، لن نتعجب أن تكون هذه الرسالة قد حُفظت في الكنيسة إلى أيامنا. (د) الموضوع اللاهوتي. مع أنّ فلم لا تشكّل مقالاً عن العبوديّة، إلاّ أنّها تحسب قاعدة غنيّة لذلك على المستوى اللاهوتي. أدرج بولس توسّله في جماعة واسعة من الصلاة ( آ4، 9، 10، 22). وطلب سلام الجماعة ( آ7) وسلام كل واحد بمفرده (آ12). تأسّس طلبه على المحبّة ( آ9) التي تغمر قلب فيلمون. بُنيت فلم حسب رسمتين من العلاقات. الرسمة الأولى ترتكز على البدليّة : أونسيمس هو في الوقت عينه ممثّل فيلمون لدى بولس ( آ13). وممثّل بولس لدى فيلمون ( آ17). الرسمة الثانية تتأسّس على مفهوم الاقتداء. يُدعى فيلمون بشكل ضمنيّ إلى الاقتداء ببولس الذي يقتدي بالمسيح (1كور 11 :1). إنّ بولس يقدّم في خلفيّة تصميم الفداء نموذجًا بشريًّا يجب أن يلقي الضوء على العلاقات الاجتماعيّة. تُعاش القضيّة كلّها "في المسيح". عبّر بولس عن طلبه بلغة العلاقات الاقتصاديّة ( آ17-20)، فأذاب نظرة الحقوق والواجبات في مثال المسيح الذي بذل ذاته عنا. فالمسألة الأساسيّة في الرسالة، ليست عبوديّة أونسيمس، بل حريّة فيلمون. نحن أمام انشداد عميق فيه يتخلّى كلّ واحد عن حريّته ليُثبت حريّة الآخر.