1) حزب سياسيّ ألّف الصادوقيّون حزبًا سياسيًّا في العالم اليهوديّ منذ القرن 2 ق.م. إلى سقوط أورشليم سنة 70 ب.م. وكان الأعضاء ينتمون إجمالاً إلى الكهنة. لا يرتبط اسمهم بكلمة صاديق بل بصادوق الذي جعله سليمان على رأس كهنة أورشليم بعد أن أبعد أبياتر. ومنذ ذلك الوقت أمَّن نسل صادوق خدمة الهيكل حتى في وقت الجلاء (رج : بنو صادوق أي الكهنة في حز 40 :46؛ 43 :19؛ 44 :15؛ 48 :13؛ سي 51 :12). قال بعض العلماء إن اسم الصادوقيّين يعود إلى اليونانيّة سونديقوس (عضو في السنهدرين)، وأسندوا كلامهم إلى نقل الكلمة إلى لغة تدمر. متى تأسّس هذا الحزب؟ هذا ما نجهله. ولكنه ظهر إلى الوجود للمرّة الأولى حين جمع يوناثان (153 ق.م.) في شخصه وظيفة الكهنوت الأعظم والسلطة السياسيّة. وإن العائلات الكهنوتيّة القديمة التي تعتبر نفسها من سلالة صادوق والتي قدّمت حتى الآن عددًا من رؤساء الكهنة، عارضت هذا الوضع وتوحّدت لمقاومته. واحتفظت بقسم من تأثيرها لأنّها كانت تشكّل قسمًا من السنهدرين يحسب حسابَه الحشمونيّون وهيرودس والرومانيّون أنفسهم. ومنذ يوناتان، كانت مزاحمة بين الفرّيسيّين والصادوقيّين. كان يوحنا هرقانوس (135-104) في البدء مع الفريسيّين ثمّ انتقل إلى الحزب الآخر. اسكندر جنايوس اضطهد الفرّيسيّين. أمّا في عهد اسكندارة (76-67 ق.م.) فقد توصّل الفرّيسيّون إلى موقع لن يتخلّوا عنه مع أن أرسطوبوليس الثاني (67-63) كان مع الصادوقيّين. راقب هيرودس الحزبين مراقبة دقيقة، ولكنه فتح عينيه بصورة خاصة على الصادوقيّين. 2) الصادوقيون في الأناجيل إذا قرأنا الأناجيل، شعرنا بأن الفرّيسيّين كانوا يؤثّرون على الشعب تأثيرًا عميقًا في أيام يسوع. لا تذكر الأناجيل الصادوقيّين إلاّ قليلاً. كما أن الصادوقيّين لم يتصادموا مع يسوع مثل الفرّيسيّين، لأنّهم لم يكونوا على اتصال بالشعب مثلهم. ولكن ما عتّم الحزبان أن توافقا في بغضهما ليسوع. أخذ الصادوقيّون يهتمّون بيسوع قبل موته (مت 22 :22-23 وز؛ لو 20 :20-26). وفي النهاية حكم رئيسُ الكهنة الصادوقي على يسوع بالموت (رج يو 11 :47 ي). واضطهد الصادوقيّون أيضاً تلاميذ يسوع (أع 4 :1-4؛ 5 :17). بعد دمار الدولة اليهوديّة لم يعد يُذكر الصادوقيّون، فبقي الفريسيّون أسياد الرأي في العالم اليهوديّ. 3) ارستوقراطيّة كهنوتية انتمى الصادوقيّون خاصة إلى الأرستوقراطيّة الكهنوتيّة الأورشليميّة (يسمّيهم يوسيفوس : الأغنياء). تبنّوا موقفًا متحرّرًا وعلمانيًّا تجاه ممارسة الفرّيسيّين المتشدّدة. وتكيّفوا مع التيّار الهلّيني السلوقي. وبعد هذا تفاهموا مع الرومان. أما من الوجهة اليهوديّة، فانتموا إلى الأرثوذكسيّة اليهوديّة. ومن الوجهة التعليميّة : أنكروا قيامة الأموات (مت 22 :28؛ لو 20 :27؛ مت 22 :23؛ أع 4 :2؛ 23 :8) وخلود النفس (كما قال يوسيفوس الحرب 2 :164-166؛ العاديات 12 :171؛ 18 :16) ووجود الأرواح. ثم اختلفوا في أمور عباديّة وقانونيّة عديدة عن الفريسيّين، ولا سيّمَا فيما يخصّ عيد العنصرة وطقوس التطهير وتحديد القمر الجديد...