تنسب التوراة العمر الطويل إلى الآباء الذين كانوا قبل الطوفان (مواليد آدم) (تك 5)، وإلى أجداد شعب اسرائيل (ابراهيم : 175 سنة. اسحق : 180 سنة. يعقوب : 147 سنة). حسب تث 34 :7، مات موسى وهو في ابن 120 سنة، وهو الحدّ الأكبر الذي جعل الله الحياة البشريّة تنتهي عنده حسب تك 6 :3. الحياة الطويلة هي بركة من الله (أم 10 :27)، وستكون إحدى ميزات الأزمنة الآتية (إش 65 :20؛ رج زك 8 :4). وهي منذ الآن الجزاء الموعود به لحفظ بعض الفرائض (خر 20 :12؛ تث 5 :16؛ 22 :7؛ 25 :15) أو الطاعة للشريعة (تث 6 :2). ولكن مز 90 :10 يبدو صدى لخبرة معاشة : "سنوات حياتنا سبعون سنة، أو ثمانون إذ كنّا أقوياء". ومصير شيخ في الثمانين يصوّر بشكل قاتم (2صم 19 :33-38) بانتظار خيبة الأمل التي نقرأها في مز 71 :9؛ جا 12 :1-7. ما علاقة الشيخوخة بالحكمة؟ إن خبرة الشيوخ هي في أساس اليقين بأن الشيخوخة والحكمة يترافقان (أي 8 :8-10؛ 12 :12، 20؛ 15 :9-10؛ سي 8 :9؛ 25 :4-6؛ 2مك 6 :23، 27؛ 4مك 5 :4-5؛ 7 :13-15). إن دا 7 :9، 13، 22 يُسمّي الله "شيخ الأيام"، أي ذاك المتقدّم في العمر. غير أن أي 32 :6-7؛ دا (يو) 13 :50 يفهماننا أن هناك شبّانًا أحكم من الشيوخ. وشدّدت حك 4 :8-9، 16، على أن الحكمة والاستقامة أكثر أهميّة من تقدّم في السنّ (رج دا (يو) 13 :52). وأعلن سي 30 :24 أن الهوى والغضب والهمّ تجعل الانسان يشيخ قبل أوانه. أما يوب 23 :11، فنسب إلى الخطايا، الشيخوخة المبكرة التي يرافقها ضعفٌ عقليّ. لهذا، فرض الاسيانيون أن يكون عمرُ القضاة بين 25 و 60 سنة (وثص 10 :6-10؛ منج 1 :19). وهو عمر تعتبره المشناة بداية الشيخوخة (أبوت 5 :21). حسب لا 27 :7، الستون هو عمر فيه تخفّ قيمة الشخص. ولكن حسب عد 8 :25، يترك اللاويون وظائفهم في عمر الخمسين سنة. ونصل إلى إحترام الشيوخ. هي قاعدة نجدها في لا 19 :32؛ أم 23 :22؛ سي 3 :12؛ 8 :6، كما نجدها في كل التقليد الشرقي. فعلى الأولاد أن يكرموا والديهم ويخافوهم (خر 20 :12؛ لا 19 :3؛ تث 5 :16؛ سي 3 :1-16). أما احتقار الشيوخ فعلامة عن مجتمع منحطّ (إش 3 :5) وقساوة بربريّة (تث 28 :50؛ إش 47 :6؛ مرا 4 :16؛ 5 :12).