في العبرية : ع د. في اليونانية : مرتيس. 1) العهد القديم. في العهد القديم، الشاهد هو الذي يشهد حدثًا أو يكون حاضرًا أمام معاملة قانونيّة (بيع، شراء، التزام) (إش 8 :2؛ إر 32 :10، 12، 25؛ را 4 :9-10). وهو يستطيع أن يؤدّي شهادته في المحكمة مثلاً (خر 20 :16؛ 23 :1؛ لا 5 :1؛ عد 35 :30؛ تث 17 :6؛ 30 :18؛ 31 :28؛ دا (يو) 13 :21)، أو الله نفسه (1صم 12 :5؛ إر 6 :10؛ 42 :5؛ ملا 2 :14). وقد يكون المدافعَ أيضاً (إش 43 :9؛ ملا 2 :12). من أجل شهادة يصدر عنها حكمُ الاعدام لا بدّ من شاهدين اثنين (عد 35 :30؛ تث 17 :6؛ 1مل 21 :10-17؛ رج مت 18 :16). وهما اللذان يرميانه بأول حجر في حالة الرجم (تث 17 :7). لا تستطيع المرأة أن تكون شاهدًا، ولا العبيد، ولا القصّار. أما الشاهد الكاذب فينال العقاب الذي كان سيضرب المتّهم (تث 19 :18-19؛ دا (يو) 13 :62). وقد يكون الشاهد نُصبًا أو تلّة حجارة (تك 31 :44، 48؛ يش 24 :27؛ إش 19 :20)، السماء والأرض (تث 4 :26؛ 30 :19؛ 1مك 2 :37) والكواكب (مز 89 :38) وكتاب الشريعة (تث 31 :26). والشاهد هو الذي يكون بحياته ذاتها، علامة عن عمل الله أو كلمته : داود (إش 55 :4-15) اسرائيل (إش 43 :10؛ 44 :8). 2) العهد الجديد. ترد اللفظة اليونانية "مرتيس" 35 مرّة في العهد الجديد (إذا حسبنا أيضاً لو 11 :48). إن الأناجيل الإزائيّة (ما عدا لو 24 :48) والرسائل البولسيّة تستعمل اللفظة في معناها العاديّ كشاهد عيان، وفي معناها القانوني كشاهد في المحكمة (مت 18 :16؛ 26 :65؛ مر 14 :36؛ أع 6 :13؛ 72 :58؛ 2كور 13 :1؛ 1تم 5 :19؛ عب 10 :28). ونرى أيضاً المعنى القانوني في عبارات يؤخذ فيها الله كشاهد (رو 1 :9؛ 2كور 1 :23؛ فل 1 :8؛ 1تس 2 :5، 10). أولاً : شهود حياة يسوع. في لو 24 :48؛ أع؛ رؤ، تتّخذ لفظة الشاهد معنى مسيحيًا خاصاً. هي تدلّ عند لوقا دومًا على الرسل، ما عدا في أع 22 :20 (استفانوس). الرسل هم الشهود الذين أقامهم الله وسلّمهم رسالة (أع 1 :11؛ 5 :32؛ 10 :41؛ 26 :16). وهذا المدلول للشاهد يتضمّن عند لوقا عناصر مختلفة. أولاً، الشاهد هو بالضرورة شاهد عاين أو سمع، فيشهد بما رأى وسمع. هو يشهد لواقع تاريخيّ (لو 24 :48؛ أع 1 :8). وموضوع الشهادة خاص بلوقا : يتلخّص منذ البداية في قيامة المسيح (أع 1 :22؛ 4 :33)، وهذا ما نفهمه بالانقلاب الروحيّ الذي أحدثته رؤية القائم من الموت لدى الرسل، ثم لدى بولس، وبأن كرازة الرسل كانت باطلة لولا قيامة المسيح (1كور 15 :15). ولكن ما عتّم موضوع الشهادة أن توسّع توسعًا نرى آثاره في أع 1 :21 حيث تفرض الجماعة أن يكون الرسول عاش مع يسوع ويشهد على حياته الارضية كلها (أع 10 :39؛ 13 :31)، وعلى الخلاص الذي حمله بآلامه وموته وقيامته (أع 5 :30؛ 10 :39-42). بالإضافة إلى ذلك، احتفظت لفظة "شاهد" عند لوقا بالوجهة القانونيّة. لهذا كانت العبارة "شهود المسيح" (أع 1 :8؛ 2 :32؛ 3 :15؛ 13 :31). اتّخذ الرسل موقفًا بالنسبة إلى المسيح ضدّ العدالة اليهودية وضدّ الشعب الذي طلب قتله (أع 3 :14-15؛ رج 13 :27-31؛ 5 :30-32؛ 10 :39-42). لهذا، نال الشهود موهبة الروح (أع 1 :8؛ 2 :14) التي أنبأ بها الأنبياء للأزمنة المسيحانيّة (أع 2 :17-20). ألهمهم الروح في أجوبتهم أمام المحاكم (مت 10 :18؛ رج أع 6 :10؛ لو 12 :11-12). بل شهد الروحُ معهم (أع 5 :32) وأعطاهم القوّة والشجاعة اللتين بهما أدّوا شهادتهم (أع 4 :33) في الاضطهادات التي تميّز الأزمنة المسيحانيّة (مت 10 :18؛ مر 13 :9؛ لو 21 :13). ثانيًا : شهود الخلاص. يجب أن نفهم في الخط عينه شهادة استفانوس (أع 22 :20)، مع العلم أننا لم نعد أمام شاهد عيان لقيامة المسيح، بل أمام شهادة أُدِّيت لحقيقة الخلاص الذي تمّ بموت المسيح وقيامته. ونفهم في الطريقة عينها مدلول الشهادة في رؤ 2 :13؛ 11 :3. مع أن بولس الرسول كان بشكل خاص الكارز بالخلاص، فقد جعل لوقا من كرازته شهادة على مثال شهادة الاثني عشر (أع 22 :15؛ 26 :16). وهكذا التقى لوقا مع أفكار معلّمه الذي استند إلى رؤيته للرب القائم من الموت (1كور 9 :1-3) فطالب بالحق بأن يُدعى رسولاً، شأنه شأن الاثني عشر. لا يطبّق بولس لفظة شاهد على الرسل، ولكنه يستعمل لفظة "شهود كذبة" (بسودومرتيريس) (1كور 15 :15) التي بها يبيّن بشكل غير مباشر أن فكرة الرسول الذي هو شاهد للقيامة، ليست غريبة عنه.