دُوّنت هذه الرؤيا، على ما يبدو، في العبرية، في نهاية القرن الأول ب.م. ولكنها لم تُحفظ إلاّ في السلافية القديمة وفي الرومانية. والمؤلّف يتكوّن من قسمين. في الأول نجد مدراشًا اخباريًا (هاجاده) يتأسّس على تك 15 :9-17، فيبدأ بصورة عن فتوّة ابراهيم وعلاقاته بعالم الاوثان (1-8). ونجد في القسم الثاني سبع رؤى في السماء حيث يُدخل ابراهيمَ ملاكٌ اسمه يعوئيل (9-32). أما موضوع هذه الرؤى فهو : السماوات، النار، الملائكة، الكون وتاريخه، عرش الله، خطايا العالم السبع، دمار أورشليم. يتضمّن هذا الكتاب تعليمًا حول اختيار اسرائيل، وعهده مع الله، وانتصار الأبرار في النهاية. ويشكّل في الوقت عينه نداء إلى الأمانة لله ورفضاً لعبادة الاوثان. ونجد في "رؤيا ابراهيم" توسّعًا في التعليم عن الملائكة، عاد فيه الكاتب إلى سفر التكوين وسفر حزقيال، كما عاد إلى تقاليد نجدها في "كتاب أخنوخ الحبشي" (1أخن 1-36). إن هذا الكتاب، شأنه شأن رؤيا باروك السريانية وكتاب عزرا الرابع، يحاول أن يقدّم جوابًا على تساؤلات حرّكها تدمير أورشليم سنة 70 ب.م.