الذبيحة الختاميّة. فيها نُتمّ كلّ شيء. لهذا نستطيع أن نقول ذبيحة التمام. وهذه الذبيحة تسمّى أيضاً ذبيحة السلامة (أو : الذبيحة السلاميّة) وذبيحة فعل الشكر، وذبيحة المشاركة (التي تتميّز عن ذبيحة الختام). يكون الاسم عادة في صيغة الجمع "ش ل م ي م". ومرّة واحدة في صيغة المفرد، في عا 5 :22، الذي قد يعود حسب الكتّاب بسبب ضياع حرف في الكلمة بسبب شرود الناسخ. أما أصل اللفظة فيعود بنا إلى فكرة التتمّة، التكملة، إلى أداء دين. ولكن الاستعمال الفعلي لهذه اللفظة العباديّة هو الذي يتيح لنا أن نحدّد معناها الحقيقيّ. نلاحظ أن "ش ل م ي م" لا تظهر في العهد القديم، إلاّ في علاقة مع ألفاظ ذبائحيّة أخرى، ساعة هي تدلّ على ذبيحة مميّزة في نصوص أوغاريت الطقسيّة التي لا تعلّمنا الشيء الكثير عن طبيعتها. ويبدو أن "شلميمم" تكوّن أيضاً ذبيحة مميّزة في النصوص البيبليّة التي تتبع الحديث عن المحرقة، كما هو الحال في خر 20 :24؛ 32 :6؛ تث 27 :6-7؛ يش 8 :31؛ قض 20 :26؛ 21 :4؛ 2صم 6 :17-18؛ 24 :25؛ 1مل 3 :15؛ 8 :64؛ 9 :25؛ عا 5 :22. ومادة الذبيحة هي حيوان يفضّل أن يكون ذا شحم ولحم (عا 5 :22؛ 2صم 6 :13، 17-18). يُحرق شحمه على المذبح (1مل 8 :64 2أخ 7 :7؛ لا 6 :5؛ 7 :33؛ 2أخ 29 :35؛ رج إش 1 :11)، ويرش دمه بواسطة الكاهن (لا 7 :ع 1، 33؛ 2مل 16 :13؛ حز 43 :18، 27). ليس من نصّ يقول ماذا يُصنع بلحم الحيوان المنحور. غير أنّ الطقس الذي يقول بأن نقتّر الشحم على المذبح، يدلّ، على ما يبدو، أنّ اللحم لا يحرق (لا 6 :5). وبحسب تسعيرة ذبائحيّة فونيقيّة (يرتبط بعالم قرطاجة)، يعود لحم الطير المقدّم "ش ل م. ك ل ل" (ذبيحة ختام المحرقة) لمقدّم الضحيّة. وفي الواقع، إنّ خر 32 :6؛ تث 27 :7؛ 1مل 3 :15 يُتبعون "شلميم" بوليمة وابتهاجات عامّة. غير أنّ الذبيحة عينها قد قُدّمت في قض 20 :26؛ 21 :4 بمناسبة ليتورجيّة توبة، وفي 2 م 24 :25 من أجل تهدئة غضب الله. إذن، لا تنتمي الوليمة والابتهاجات إلى جوهر ذبيحة الختام (شلميم)، ولا هي نهايتها المفروضة. وبما أنّ النصوص تذكر "شلميم" في الموضع الأخير، وتربطها باحتفالات متشعّبة وطويلة، مثل ليتورجيّات توبة (قض 20 :26؛ 21 :4)، وتدشين العجل الذهبي (خر 32 :6)، وتكريس الخيمة التي تظلّل تابوت العهد (2صم 6 :17-18)، وتدشين مذبح (2صم 24 :25)، وتدشين هيكل سليمان (1مل 8 :64)، واحتفال بالأعياد السنويّة الكبرى (1مل 9 :25)، يبدو أن اسم هذه الذبيحة العلنيّة (العامّة) يدلّ بكلّ بساطة على "ذبيحة ختاميّة". وهذا ما يدلّ عليه اشتقاق الاسم "شلميم". واستعمال لفظة "شلميم" مع "زبح" (زبح شلميم) يعكس عادة عباديّة أخرى تتفرّع من تطوّر تاريخيّ لذبيحة المشاركة أو ذبيحة السلامة. لهذا يجب أن نتفحّصه في سياق مختلف.