ذبيحة تقدّم حين يوضع الحجر الأساسيّ لبناء خاصّ أو عام. ولقد تحدّث المنقّبون في فلسطين مرارًا خلال بداية هذا القرن، عن ذبائح تأسيس، فيها نُحر ولد أو رجل، فدُفن تجاه (أو تحت) بيت (أو بناء)، لإبعاد الشرّ والدمار. غير أنّ الشكّ ما زال يرافق تلك الحالات المذكورة. فلا يبقى لنا سوى شاهد واحد على هذه الممارسة التي تمتّ في أيّام أخاب (1مل 16 :34؛ رج يش 6 :26). إنّ حيئيل من بيت إيل أراد أن يعيد بناء أريحا. حين وضع الأساس، ذبح ابنه البكر أبيرام. وحين ثبّت الأبواب ذبح ابنه الأصغر سجوب. أمّا الشهادات الأركيولوجيّة التي يمكن أن تؤخذ بعين الاعتبار، فهي تعود إلى حقبة سابقة جدًّا لهذه الحقبة. أما حيئيل الذي يحمل اسمًا فينيقيًّا، فقد يشير إلى ممارسة غريبة عن أرض فلسطين، وهي تعود إلى زمن الحديد. ونلاحظ أيضاً أن وضع أسس الهيكل الثاني، كانت مناسبة لاحتفال ليتورجيّ (عز 3 :10-13). ولكن لم تُذكر ذبائح في هذه المناسبة. أما زك 4 :10 فيشير في هذه المناسبة إلى "حجر القصدير" الذي يُستعمل كوديعة في الأساس، على ما كان يُفعل في بلاد الرافدين. فقد وُجدت هناك أغراض حديديّة عديدة، كانت جزءًا من ودائع التأسيس، ولاسيّما لويحات من فضّة أو ذهب أو نحاس أو برونز أو حديد أو قصدير، قد وُضعت في أساسات القصور والهياكل. فمختلف الصور التي من المعادن أو الطين، مثّلت فيما مثّلت، إلهًا يحمل في يده "مسمار التأسيس"، أو شخصًا يحمل على رأسه قفّة، فلمّحت إلى أعمال الردم في بداية البناء.