ضريبة تُفرض على المغلوب، أو تُدفع لملك غريب دلالة على التبعيّة. 1) العهد القديم. في هذا المعنى استعمل العهد القديم "م ن ح هـ" التي تعني هديّة، تقدمة (في السبعينية : دورون)، والتي دلّت على عدد من * الذبائح. ذكر الكتاب المقدس الجزيات الباهظة التي دفعها الأمم لملوك بني اسرائيل مع بعض المبالغة. مثلاً قيل أن سليمان تسلّم الجزية من كل الممالك بين الفرات وأرض الفلسطيين (1مل 5 :1). حسب 1مل 10 :25؛ 2أخ 9 :24، نحن أمام جزية سنويّة. ونشير أيضًا إلى الجزية التي دفعها موآب وأرام لداود (2صم 8 :2، 6؛ 1أخ 18 :2، 6)، وميشع، ملك موآب لآخاب (2مل 3 :4)، والفلسطيون ليوشافاط (2أخ 17 :11)، والعمونيون لعزّيا (2أخ 26 :8). في مز 72 الذي هو مزمور ملكيّ، يدفع العالم كله جزية للملك الداوديّ (موضوع الايديولوجيا الملكية آ10). وتُذكر أيضًا الجزيات التي دفعها بنو اسرائيل لعجلون الموآبي (قض 3 :15-18)، هوشع لشلمنأصر (2مل 17 :3-4)، يوآش للأراميين (2أخ 24 :27). حسب هو 10 :6، حُمل عجل بيت ايل إلى أشورية كجزية للملك العظيم. وفرض السلوقيون الجزية (1مك 3 :29، 13). أما ديمتريوس الأول فعفا منها اليهود (1مك 10 :29-33). وإن أنطيوخس الرابع دفع للرومان جزية فرضوها عليه في معاهدة أفامية (188 ق.م.). 2) العهد الجديد. في العهد الجديد نجد لفظة "فوروس" في لو 20 :22، في الجدال حول الجزية التي تُدفع لقيصر (استعمل مر 12 :14 الكلمة اللاتينيّة، كنسوس)، وفي لو 23 :2 حيث أتّهم يسوع بأنه يمنع اليهود من دفع الجزية، وفي رو 13 :7 حيث يحث بولس المؤمنين على دفع * الضرائب. في هذه النصوص كما عند يوسيفوس (الحرب 12 :158) دلّت فوروس (الجزية) على ضريبة تُدفع للامبراطور، فتميّزت عن سائر الضرائب مثل "تالوس" مثلاً التي قد تفرضها سلطات البلد كما يفرضها البلد المحتلّ.