ملحق المشناة. الإضافة والزيادة على المشناة. مجموعة تعاليم الردّادين (تنائيم) التي كمّلت المشناة. فالتوسفتا التي توسّعت ست مرات أكثر من المشناة، تنقسم كما تنقسم المشناة ستة أقسام. تتضمّن ستة نظامات، وتحمل ذات التقسيمات إلى مقالات، مع أن المشناة تحتوي أقلّه 3 مقالات (تميد، مدوت، قنيم) ليس لها ما يقابلها في توسفتا. تتألّف توسفتا من "برايتوت" (تعاليم تنائيم، الردادين، التي لم تدخل في المشناة) التي هي الينبوع الأساسي للمجادلات التلموديّة حول موضوع معيّن. وإن بعض هذه البرايتوت هي نسخة مغايرة بعض الشيء عن نصّ المشناة. وبعضها الآخر يُزاد على المشناة أو يحمل إليها عناصر جديدة. كان أصل التوسفتا وموادها موضوع جدال طويل. فنسبها التلمود (سنهدرين 61أ) إلى رابي نحميا، وأعلن أن المشناة هي عمل رابي مئير. إذا كان هذا الكلام صحيحًا، نكون هنا أمام شرح عدّة نقاط مشتركة بين العملين، لأنّ هذين الرجلين كانا تلميذين لرابي عقيبة. ولكننا لا نجد البرهان على تدوين رابي نحميا. واعتبر بعض الأخصائيّين أنّ هذه المجموعة انتقائيّة، أنها تجميع تقاليد مختلفة تعود إلى منابع متنوّعة وربّما متعارضة. فالتوسفتا، شأنها شأن المشناة، تقدّم مرارًا رأيين متعارضين ولا تجزم بينهما. إنّ البحث الحديث يؤكد أن توسفتا كما نُقلت، جهلها كتّاب تلمود بابل وكتّاب تلمود أورشليم، لأنّ التلمود يحاول أن يوضح أسئلة شرحتها توسفتا بوضوح. ولكن يبدو أنّ كتّاب توسفتا عاشوا في أرض اسرائيل، لأنّ أسلوبهم ومضمون كلامهم أقرب إلى تلمود أورشليم منه إلى تلمود بابل. أما البرايتوت التي نجدها في المشناة، فتقدّم مرارًا نصوصًا موازية كما في المشناة، ولكن الأمر ليس كذلك في جميع الحالات. فقد تكون اختلافات على مستوى التعبير، بل على مستوى المضمون. وقد نجد في توسفتا ما لا نجده في المشناة. فالقاعدة العامة هي أنّ التلمود يعتبر المشناة الينبوع الأول لكل تفسير. وإن اختلفت برايتا عن المشناة، يأخذون المشناة. ولكن حين تكون فجوة في المشناة، يأخذون بتوسفتا. طُبعت توسفتا للمرة الأولى سنة 1521 في البندقيّة من أعمال إيطاليا.