هو المرجع الرابع بين المراجع الأربعة، بعد اليهوهي والالوهيمي والاشتراعي. وهو يُعتبر آخر ما دوّن من مراجع في البنتاتوكس (أو : الهكساتوكس) حسب نظريّة المراجع. إنّ الجزء الأكبر من التقليد الكهنوتي هو شرائع وقوانين (خر 25-31؛ 35-40؛ سفر اللاويّين كلّه. الشرائع في سفر العدد). غير أنّه يتضمّن كذلك أجزاء إخباريّة، وتاريخًا تتوزّع مفاصله في الخلق (تك 1 : 1-2 : 4أ) والعهد مع نوح (تك 9 : 1-17)، ومع ابراهيم (17 : 1-4)، ومع موسى (خر 24 : 15ب؛ 31 : 17؛ 35-40؛ لا 8-9. وإن تكن هذه النصوص لا تذكر العهد). ولكن تبقى هذه الأخبار إطارًا للنظم العباديّة في إسرائيل من سبت، وختان، ومعبد، وكهنوت، وكل هذا يجعل من إسرائيل، بعد خبرة سيناء، جماعة مقدّسة يقيم الله فيها (خر 25 : 8؛ 29 : 24-25) وينال العبادة الواجبة له. هذا التاريخ يتوزّع اليوم في تك، خر، عد، ونكتشفه في اهتماماته بشعائر العبادة، بالتواريخ والانساب، بتشديده على تسامي يهوه الذي يخلق بكلمته، ويظهر بمجده المرتبط بالغمام (خر 16 : 10؛ 24 : 16-17؛ 40 : 34-35؛ لا 9 : 23). ونكتشف أسلوب المرجع الكهنوتيّ بأسلوبه المجرّد، اللاهوتيّ، المقولب (كما في كليشه لا تتبدّل)، بأسلوبه الذي يختلف كل الاختلاف عن أسلوب اليهوهي الحيّ وعن تحريضات الاشتراعي بما فيها من حرارة في النداء. قد يكون من المعقول أنّ الكهنوتيّ استعاد بعض التقاليد القديمة من الأوساط الكهنوتيّة في أورشليم، وأن يكون تدوينُ هذه الوثائق قد امتدّ قرونًا عديدة حتى فيما بعد المنفى. فشريعة القداسة (لا 17-26) قد تكون معاصرة لسفر التثنية. والتاريخ الكهنوتي الذي نستطيع أن نكتشف فيه خبرًا قصيرًا (خبر مواليد، تولدوت في العبريّة)، هو أقدم من الخبر الاشتراعيّ، وقد يعود إلى المنفى، بل إلى حقبة ما بعد المنفى. بعد ذلك، ضُمّت شريعة القداسة إلى التاريخ الكهنوتي وزيدت ملحقات، فشكّل كل هذا مجموعة كهنوتيّة ستكون الإطار من أجل التدوين الأخير للبنتاتوكس. هذه الفرضيّة التي صارت كلاسيكيّة مدة طويلة، هي الآن موضوع تساؤل. هناك من يقول إنها دوّنت قبل المنفى. وهناك من ارتاب بوجود وثيقة كهنوتيّة. وهناك فئة ثالثة تتحدّث عن أكثر من تدوين كهنوتيّ أعاد قراءة المعطى السابق وصاغه في شميلة لاهوتيّة جديدة طبعت بطابعها البنتاتوكس.