مدينة يونانية. كانت في الزمن البيبلي مركز الفنون والعلوم في العالم القديم. بعد الاحتلال الروماني (146 ق.م.)، خسرت كل أهميّتها السياسيّة. يمتدح 2 مك 9 : 15 نُظمها الديمقراطيّة. كان أهلها يُعتبرون ممن يحبّون أن يقولوا أو يسمعوا شيئًا جديدًا (أع 17 :21) ولا سيّمـا في أمور الدين (أع 17 :22). ويشهد على اهتمامهم بأمور الدين عدد (3000) المعابد والصور، ومنها مذبح "للإله المجهول" (أع 17 :23). لم نجد بعدُ هذه العبارة، ولكننا نعرف واحدة وُجدت في برغامُس تعود إلى الزمن الامبراطوري وهي تقول : مكرَّس للالهة المجهولين. يشير عدّة كتّاب قدماء (مثلاً بوسانياس) إلى وجود مذابح مكرّسة للالهة المجهولة، يبنيها الناس ليُبعدوا كارثة لا يمكن ان ننسبها إلى إله محدّد. ويذكر سفر الأعمال أيضاً "الاريوباغوس" الذي يعني تلة تقع جنوبي الساحة، أو مجلس المدينة، كما يذكر المجمع وسوق الفخارين الواقع شمالي غربي الاريوباغوس(أع 17 :17). زار بولس أثينا خلال رحلته الرسوليّة الثانية ووعظ في المجمع أمام اليهود والخائفين لله. وقال خطابه الشهير على الاريوباج أمام فلاسفة ابيقوريين ورواقيين. توسّع الرسول في ثلاثة أفكار : ^ أولاً : أمام الآلهة المتعدّدة عند اليونان، ليس إلاّ إله واحد هو خالق السماء والأرض، غير منظور وحاضر في كل مكان، وهو لا يحتاج إلى خدمات البشر. ^ ثانيًا : هذا الإله خلق جميع البشر وحدّد مصيرهم ليطلبوه ويجدوه. والأمر ممكن لأنه ليس ببعيد عنهم. ففيه يحيون ويتحرّكون ويُوجدون. ^ ثالثًا : والآن يدعو الله جميع البشر إلى التوبة، لأنه سيدينهم يومًا بذلك الذي تثبّتت رسالته بالقيامة من بين الأموات. كانت نتيجة هذه الخطبة محدودة، لأن اليونانيين لا يعتبرون القيامة من بين الأموات خلاصاً. آمن فقط ديونيسيوس الاريوباغي وامرأة اسمها داماريس (أع 17 :32-34؛ رج 1تس 3 :1). وهناك قراءة رمزية تبرز وجود "عيلة" جديدة من المؤمنين في عالم الفلسفة الذي اشتهرت به أثينا، بشكل بذار سيعطي ثلاثين وستين ومئة.