1. ضحك الأحمق:هناك الضحك بالأمور النجسة (سيراخ 27: 14) أو فقط القهقهة السخيفة (21: 33)، بينما ضحك الحكيم يتسم بالرصانة. وهناك خاصة ضحك الساخر الذي يتميّز بالتّمرد أمام التأديب (مزمور 1: 1، أمثال 13: 1، 15: 12......) والتعليم، وتقبل الإيمان. والساخر هو الوجه المضاد للحكيم (أمثال 9: 12، 29: 8). إنه يجيب باستهزائه على كلام الله (إرميا 20: 7...)، كما حدث بالنسبة لاٍصلاح حزقيّال (2 أيّام 30: 10)، وفيما بعد إعلان بولس بقيامة الموتى (أعمال 17: 32). وختاماً في الأيام الأخيرة سيشكّك قوم مستهزئون (2 بطرس 3: 3) في المواعيد الاٍلهية. فقد يعادل الاستهزاء عندئذ رفض الإيمان. وهم يسلّطون أيضاً سخريتهم ضد البار، لاسيما عند آلامه (مزمور 22: 8، 35: 26، مراثي 3: 14)، كما تسلّطها الأمم ضد بني إسرائيل. وتتردّد تعبيرات المستهزئين على الجلجلة (مر قس 15: 29-30، لوقا 23: 35- 36).2. ضحك المؤمن:وإن كان كتاب الجامعة يعتبر الضحك حماقة (الجامعة 2: 2) ويدعو بالأحرى إلى العبرات (7: 3)، فهو يقرّر مع ذلك أن هناك وقت للضحك (3: 4). وفي الواقع، يختلف معنى الضحك بحسب الأشخاص والأوقات،. ففي الوقت المناسب، سيضحك الصد ّيق من الشرير (مزمور 52: 8) كما يستهزء الله من المستهزئين (مزمور 3: 4، أمثال 3: 34). وقد يستعمل الهزء كسلاح مُشهَر في مواجهة الآلهة الكذبة، هكذا استخدمه إيليا في الكرمل (1 ملوك 18: 27) وباروك النبي (باروك 6). بهذا القصد. يبدي الشهداء المكابيون السخرية ضد المضطهدين (2 مكابين 7: 39). وقد يتخلص ضحك الصدّيق من طابع التحدّي ط ويعبّر عن ارتياح النفس المغمورة ببرّ الله (مزمور 35: 28، 126: 2، أيوب 8: 21)، أو المليئة بالثقة، كالمرأة الفاضلة التي تضحك من الأيام الآتية (أمثال 31: 25). لقد صرّح يسوع أن بعض الضحك من جانب مغموري الوقت الحاضر لن يدوم (لوقا 6: 25، راجع يعقوب 4: 9). ولكنه وعد الذين يبكون ههنا بضحك وفرح دائمين(لوقا 6: 21). يشكّل مثل هذا الضحك النهائي صدى لضحك الحكة الطاهر تماماً، وهي تلعب منذ البدء (تلعب= تضحك): (أمثال 8: 30- 31) أمام الله وبين البشر.