1. سعادة جديدة واقتراب من الموت:ولئن كانت الحياة مهددة بالموت فهي لا تزال عطية من الله، ولذا فالحياة الطويلة أمر مرغوب فيه وقد وعد الله بها من يكرم والديه (خروج20: 12). وهي بمثابة التاج للبار (أمثال 10: 27، 16: 31)، الذي سيسعد برؤية الأبناء والأحفاد (أمثال 17: 6). وعلى مثال ابراهيم الذي شبع من الحياة (تكوين 25: 8)، يستطيع البار، عقب شيخوخة سعيدة ومزدهرة أن يرقد بسلام شاعراً بأنه قضى حياة مليئة ونافعة (تكوين 15: 15، طوبيا 14: ا، سيراخ 44: 14). وقد يحدث أيضاً أن يعتبر الموت نوعاً من النجاة (سيرا خ 41: 2) عندما يشعر الشيخ بانحلال قواه (مزمور 71: 9، جامعة 12: 5) وبفقدان طعم الحياة (2 صموئيل 19: 36).2. خبرة طويلة ومزيد من الحكمة:إن جميع الشعوب علقوا أهمية كبرى على الشيخوخة بفضل ما تحمله. من خبرة. وفي الكتاب المقدس أيضاً نشاهد الشيوخ على رأس الجماعات (خروج 3: 16، 18: 12، 2 صموئيل 5: 3،عزرا 6: 7، أعمال 11: 30، 15: 4). ومع أن بعض الشيوخ يظهرون في حياتهم فساداً وظلماً مشينين (سيراخ 25: 2، دانيال 13: 5)، فالشيبة تستحق الوقار والاحترام (لاويين 19: 32، 1 تيموتاوس5: 1- 2)، وعلى الأبناء أن يتولوا إعانة آبائهم في شيخوختهم (سيراخ 3: 12). يستطيع الشيخ أن يتكلم بقوة لما يتمتع به من حكمة وأمانة للتقليدّ (سيرأخ25: 4- 5) ومع ذلك فعليه أن يفعل ذلك باتَزان وفطنة (سيراخ 32: 3، 42: 8). والواقع أن هناك خطراً يهدد الشيوخ وهو أن يغلقوا ذواتهم عن كل ما هو جديد بدلاً من أن يظلوا منفتحين للحق. وهذه الأمانة الزائفة لتعليم الأقدمين (متى 15: 62) هي التي حملت شيوخ الشعب على الوقوف في صفوف أعداء المسيح الذين كالوا له الإهانات وهو معلّق على الصليب (متى 27: 1- 41). فالسنون الطويلة وحدها لا تكفي لجعل الشيخ جديراً.مما يحاط به من الإكرام، بل أكثر من ذلك، قد تكون الحكمة من نصيب الشباب (مزمور 119: 100، وحكمة 4: 98، 16)، ولدخول ملكوت السموات يجب أن نقبله كأطفال صغار (مرقس 10: 15). فعلى المسيحيين المتقدمين في السن أن يتبعوا نصائح بولس الشيخ (فيليمون 9). ويسطعوا بضوء فضائلهم (تيطس 2: 52). وأخيراً ترمز الشيخوخة إلى الأبدية وقد ظهر الله الأزلي لدانيال النبي على شكل شيخ قديم الأيام (دانيال 7: 9). وفي كتاب الرؤيا يرمز الأربعة والعشرون شيخا ً إلى الحاشية السماوية التي تنشد مجد الرب إلى الأبد. (رؤيا 4: 4، 5: 14).