مقدمة
تمثّل الأرملة بوحدتها (باروك 4: 11- 16)، نمطاً خاصاً لحالة الشقاء (إشعيا 47: 9). إن لباسها (تكوين 38: 14، يهوديت 10: 3) يدل على حزن مضاعف: فما لم تعقد زواجاً جديدا،ً تكون قد فقدت رجاء الخصوبة، وباتت دون حماية.
1. رعاية الأرامل:
إن الأرملة، كاليتيم والغريب، هي موضع حماية خاصة من جهة الشريعة (خروج 12: 20- 23، تثنية 14: 28- 29، 24: 17- 22) ومن جهة الله (تثنية 10: 17- 18)، الذي يسمع شكواها (سيراخ 35: 14- 15)، ويقيم من نفسه مدافعاً عنها ومنتقماً لها (مزمور 94: 9- 10). فويل لأولئك الذين يستغلون ضعفها (إشعيا 10: 2، مرقس 12: 40//). إن يسوع، كإيليا، يرد إلى أرملة ابنها الوحيد (لوقا 7: 11- 15، 1 ملوك 17: 17- 24)، ويعهد بمريم إلى التلميذ الحبيب (يوحنا 19: 26- 27). وفي الخدمة اليومية في الكنيسة الأولى، كانوا يهتمون بسد حاجات الأرامل (أعمال 6: 1). فعلى الجماعة الكنسية، إن لم يعد لهن أقارب، (1 تيموتاوس 5: 16، راجع أعمال 9: 36- 39)، أن تأخذ على عاتقها أمر رعايتهن، على ما تتطلب التقوى الحقيقية (يعقوب 1: 27، راجع تثنية 26: 12- 13، أيوب 31: 16).
2. القدر المعترف به للترمل:
من أواخر العهد القديم نرى بزوغ تقدير خاص لترمل يهوديت النهائي (يهوديت 8: 4- 8، 16: 22)، وحنّة النبيّة (لوقا 2: 36- 37)، المكرس لله في الصلاة والتوبة. وفي يهوديت يسطع التباين بين الضعف الطبيعي والقوة المستمدة من الله. وأمّا بولس الذي يسمح بالزواج الثاني مجدداً، تجنّباً لمخاطر الانحراف (1 كورنتس 7: 9 و39)، بل ويتمناه للأرامل الشابات (1 تيموتاوس 5: 13- 15)، فإنّه يُعدّ الترمل أفضل من الزواج (1 كورنتس 7: 8)، ويرى فيه تدبيراً صادراً من العناية الإلهية بوجوب الزهد في الزواج (7: 17 و24). فالترمّل، في الواقع، مثل البتوليّة، مطلب مثالي روحي يفتح الطريق لعمل الله فينا، ويحرر لخدمته (7: 34).
3. ترتيب نظام الأرامل:
ينبغي لجميع الأرامل في الكنيسة، أن يكنّ بلا لوم (1 تيموتاوس 5: 7 و14). وبعضهن بقين حقاً وحدهن، وقد تخلّصن ممن كل واجب عائلي، وزهدن في كل تشتت، وسيكرسن أنفسهن للصلاة (5: 5- 6). هناك أيضاًً التزام نظامي بالترمل الدائم (5: 12). وتقبل فيه الأرامل اللواتي لم يتزوّجن إلا مرة واحدة، وقد بلغن سن الستين (5: 9): فمن المحتمل أن تتولى هؤلاء الأرامل خدمات خيرية، إذ انهن قد أبدين في الماضي دلائل على إخلاصهن (5: 10). وإذن تلخص المثالية المعروضة للأرامل، في آخر مراحل حياتهن في الصلاة، وفي العفة، والأعمال الخيرية.