1. على الإنسان أن يسمع الله:أ) "إسمعوا"، ينادي النبي بسلطة الله (عاموس 3: 1، إرميا 7: 2). "إسمعوا" يكرر صاحب كتاب الحكمة باسم خبرته ومعرفته للشريعة (1: 8). "إسمع يا إسرائيل"، يردّد كل يوم الإسرائيلي التقيّ، ليتشبّع من إرادة إلهه (تثنية 6: 4، مرقس 12: 29). "إسمعوا"، يردّد بدوره يسوع نفسه الذي هو كلمة الله (مرقس 4: 3 و9//). إلاّ أنه، طبقاً لمعنى كلمة حقيقة، في اللغة العبرية، فإن سماع كلمة الله وقبولها لا يعني الاستماع إليها بأذن صاغية فحسب، بل يتضمن فتح القلب لها أيضاً (أعمال 16: 14) والعمل بها (متى 7: 24- 26)، والطاعة لها. تلك هي طاعة الإيمان التي يتطلبها سماع البشارة (رومة 1: 5، 10: 14- 16) ب) إلا أنّ الإنسان لا يريد أن يسمع (تثنية 18: 16 و19). وتلك هي درامته. إنه أصمّ عن نداءات الله. وأغلق الأذن والقلب (إرميا 6: 10، 9: 25، أعمال 7: 51). تلك هي الخطيئة التي واجهها يسوع عند اليهود: "إنكم لا تطيقون الاستماع إلى كلامي... مَن كان من الله سمع كلام الله. فإذا كنتم لا تسمعون فلأنكم لستم من الله" (يوحنا 8: 47 و43). إن الله وحده. في الواقع، هو الذي يستطيع أن يفتح أذن تلميذه (إشعيا 50: 5، راجع 1 صموئيل 9: 15، أيوب 36: 10)، وأن "يثقبها" له لكي يطيع (مزمور 40: 7- 8). ولذلك ففي الأزمنة المسيانية، سيسمع الصمّ، وتعني معجزات يسوع أنّ الشعب الأصمّ سيفهم أخيراً كلمة الله ويطيعها (إشعيا 29: 18، 35: 5، 42: 18 20،43: 8، متى 11: 5). هذا ما يعلنه صوت السماء للتلاميذ: "هذا هو ابني الحبيب الذي عنه رضيت، فله اسمعوا" (متى 5:17). وقد اعتادت مريم أن تحفظ بأمانة كلام الله في قلبها (لوقا 2: 19 و51)، فاستحقت الطوبى من فم يسوع ابنها، عندما أعلن المعنى العميق لأمومتها بقوله: "طوبى لمن يسمع كلام الله ويحفظه " (لوقا 11: 28). 2. الله يسمع للإنسان:يطب الإنسان من الله في صلاته أن يسمع له، أي أن يستجيبه. والله لا يسمع للظالمين ولا للخطأة (إشعيا 1: 15، ميخا 3: 4. يوحنا 9: 31). ولكنه يسمع للمسكين والأرملة واليتيم والمتواضعين والأسرى (خروج 22: 22- 26. مزمور 10: 17، 102: 21، يعقوب 5: 4). فهو يسمع للصدّيقين، وللذين يتّقونه ويعملون بمشيئته (مزمور 34: 16 و18، يوحنا 9: 31، 1 بطرس 3: 12) " وللذين يسألونه شيئاً موافقاً لمشيئته (1 يوحنا 5: 14- 15). وهو يستجيب لهم، نظراً لاستجابته في كل حين لابنه يسوع (يوحنا 11: 41- 42)، الذي عن طريقه سَتمرُّ دائماً وأبداً صلاة المسيحي.