1. التمييز:يشمل الذوق صوراً شتى للحكمة"، منها: حسن التصرف (1 صموئيل 25: 33)، واللباقة (أمثال 11: 22)، والحكم الرصين (أمثال 26: 16). على أن الذوق هوعطية من عند الله (مزمور 119: 66)، يمكن أن يستردها (أيوب 12: 20)، وهو في الوقت نفسه ثمرة العمر والخبرة (أيوب 12: 11- 12). إنه يُرشد الإنسان إلى السلوك السوي، في الميادين العملية جداً. (أمثال 31: 18). إلا أن التمييز بين الخير والشر في صورته العليا، ليس مجرد قيمة خُلُقية فحسب، بل ودينية أيضاً، تستند إلى الإيمان (مزمور 119: 66)، وتنتهي بجاذبيّة نحو"كلمة" اللهِّ حيث نجد الحلاوة واللذة (حزقيال 3: 3)، وكذلك نحو وصاياه (مزمور 119: 16، رومة 7: 22). 2. الاختبار الديني:على أنه فضلاً عن تمييز الحكمة، ثمة الاختبار الذي يعاش في المحبة التي يبديها الله نحونا. إن البركات الزمنية تنشئ الملذات للبار في العهد القديم، حيث يطيع الشريعة الإلهية (نحميا 9: 25، إشعيا 55: 2). إنه يتذوق لذائذ المنّ المتنوعة تنوعاً لا نهائياً (حكمة 16: 20- 21)، و يختبر كم هو طيَب الرب (مزمور 34: 9)، و يتعلق به تعلقه بكنزه الوحيد (أيوب 22: 26). إن كل حياة المُعمَّد، في العهد الجديد، هي اتحاد بالمسيح القائم من بين الأموات، إلا أن قبول المعمودية ينطوي على الاختبار اللذيذ الذي يكون قد بلغ بصفة نهائية خيرات الخلاص السماوية: الاشتراك في الروح القدس، وكلمة الإنجيل المستوعبة عن إيمان، وتجليات قدرة الله التي تخلق من الآن العالم الجديد (عبرانيون 6: 54). وكل هذه تكون عربوناً سامياً للغاية لصلاح الله (1 بطرس 2: 3). وهذه الحلاوة، مصدرها مرارة الموت التي ذاقها يسوع (عبرانيين 2: 9)، ليُجنبنا تذوّق الموت الأبدي (يوحنا 8: 52). إنها اللذة المسبقة للسعادة الطوباوية (رؤيا 2: 17) .