أو إكليل كان التاج في الأزمنة الغابرة لباساً للرأس مزخرفاً منسوجاً علامة السلطان أو الاحترام وكان غالباً مخصصاً للملوك والأمراء يضعونه على رؤوسهم في أوقات الاحتفالات ( 2 أخبار 23: 11 ) وربما صنع الملك الواحد لنفسه تيجاناً بقدر عدد الممالك الخاضعة له ( رؤ 19: 12 ) وقد استعملت كلمة تاج أو إكليل على سبيل الاستعارة بمعنى الشرف ( ام 12: 4 ) والظفر ( مراثي 5: 16 ) والحياة الأبدية والمجد ( 1 بط 5: 4 ).
(1) التاج الملوكي عبارة عن دائرة من الذهب (مز 21: 3) وكان يلصق به الجواهر (2 صم 12: 30 وزك 9: 16) وأحياناً كانت تجمع التيجان جملة مع بعضها البعض (زك 6 : 11 و 1 مكا 11 : 13). ولما حارب داود في ربة بني عمون أخذ تاج ملكهم وكان خاصاً بالضم مولوك لأنهم كانوا يخرجون به إلى ساحة القتال (2 صم 12 : 30). وأما لفظة وزن في هذه الآية فتشير إلى قيمة التاج وليس إلى ثقله, ثم تفننوا في عمل التيجان واشكالها وصاروا يزينونها بالحجارة الكريمة, وكانت الملكات تتوج بها ايضاً(اس 2 : 17). وكان غطاء الرأس العادي لملوك الفرس (اس 1 : 11) عبارة عن قبعة جامدة ربما تكون من القماش يحيط بها شريط أزرق وأبيض. وكان تاج الملك الآشوري مخروطي الشكل يشبه الطربوش تقريباً مزين بأشرطة مشغولة من ذهب, ومرصع بالاحجار الكريمة. وكان في مصر تاجان : احدهما لمصر العليا وكان عالياً مستديراً أبيض دقيق الطرف ينتهي بقبيبة مستديرة والثاني كان تاج مصر السفلى وهو مثل قبعة حمراء مسطحة ترتفع من الخلف إلى نقطة عالية وحافته مموجة ذات نتوء تنزل على الجبهة من الامام. ولما اتحدت المملكتان تحت حكم واحد كان الملك يرتدي التاجين متحدين, وكان تاج مصر السفلى يعلو تاج مصر العليا. وكان اللباس الملوكي الذي يلبس فوق الجبهة يحمل الحية المقدسة اوراوس عند قدماء المصريين والتي ترمز إلى الملك والسلطان. وكان شكل التاج المألوف عند اليونانيين والرومان والشعوب الخاضعة لسلطانهم عبارة عن تاج متألق, وقد وضع جيش الرومان تاجاً من الشوك على هامة المسيح بقصد مضاعفة تعذيبه والاستهزاء به لادعائه الملك (مت 27 : 29).
(2) تاج رئيس الكهنة ويحتوي على لوحة من الذهب (لا 8 : 9) نقش عليها ((قدس يهوه)) ومربوطة بخيط من القماش بلون أزرق تكون قدام العمامة (خر 28 : 36 و 37 و 29 : 6).
(3) تاج الأنتصار (2 تي 2 : 5 و 4 : 8 وعب 2 : 9) ويكون اكليلاً من الأوراق أو المعدن وكان ينقش على تيجان الأمراء والأبطال ما يدل على أعمالهم العظيمة وخدماتهم الصادقة, وكان الأكليل يعطى لمن يحوز قصب السبق في الألعاب العامة أو لمن يجاهد الجهاد الحسن في الحروب (2 تي 4 : 7 و 8).
(4) وجرت العادة قديماً أن يتوج العروسان (نش 3 : 11 وحز 16 : 12) ولا تزال هذه العادة مرعية في الكنائس الشرقية القديمة إذ يلبس العريس والعروس اكليلاً أثناء حفلة الزفاف.