مدينة كانت حاضرة إحدى مقاطعات مكدونية وتدعى الآن سالونيك واقعة على سالونيكا, وكان اسمها أولاً ثرما ومعناه (( ينبوع ساخن )) جعلها الإسكندر الأول ابن انتيباتير مقراً لسكناه وسماها تسالونيكا باسم امرأته تسالونيك أخت إسكندر الأكبر, وكانت تسالونيكي المدينة الثانية بعد مدينة القسطنطينية بين المدن التجارية وتحررت المدينة 42 قبل الميلاد.
وكان حكامها يسمون بوليترخس (( حكام المدينة )) ( اع 17: 6 )) وكان بها عدد ليس بقليل من اليهود الذين كان يقصدونها للتجارة. وكان لهم مجمع هناك وبعدما طرد الرسول بولس من فيلبي أتى إليها ليبشر بالإنجيل وجذب بولس إلى الإيمان ممن أصبحوا نواة الكنيسة المسيحية ( اع 17: 1- 13 ) وأسس هناك سنة 52 ميلادية كنيسة بمساعدة رفيقيه تيموثاوس وسلوانس ( اتس 1: 1 و2: 1 و2 ) وكتب الرسول لهذه المدينة رسالتين, وكان مساعداه ارسترخس وسكوندس وهما من تسالونيكي وآمنا على يده ( اع 20: 4 و27: 2 ).
الرسالتان إلى أهل تسالونيكي:
هما السفران الثالث عشر والرابع عشر حسب ترتيب أسفار العهد الجديد وكاتبها الرسول بولس. والأرجح أن رسالته الأولى هي أول رسالة كتبها قرب نهاية سنة 52 م أو في بداية سنة 52 م وهو في كورنثوس بالاشتراك مع سلوانس وتيموثاوس إلى كنيسة التسالونيكيين. والغاية منها تثبيت تابعي المسيح هناك في النعمة والقداس وتشجيعهم وحثهم على التمسك بِعُرَى الفضيلة، وطلب الحصول على الأفراح الأبدية. والإصحاح الرابع من هذه الرسالة يصف القيامة وصفاً دقيقاً جلياً يؤكد للمؤمنين أن الراقدين لم يهلكوا إنما سبقوا غيرهم وسوف يقومون في اليوم الأخير. ويأمرهم أن لا يحزنوا من جهة الراقدين كما يفعل الأمم الذين لا رجاء لهم فأنه كما المسيح مات ثم قام كذلك سيقوم جميع المؤمنين، غير أن البعض لا يموتون لأنهم يكونون أحياء عند مجيء المسيح ثانية ولكنهم لا يسبقون الراقدين لأن الراقدين في المسيح سيقومون أولاً أي قبل تغير الأحياء. وفي يوم الدينونة العظيم سينزل الرب نفسه مع جنوده المقدسين بهتاف وصوت عظيم يعقبه صوت بوق ينبه الراقدين ويدعوهم لملاقاة ربهم فيقوم هؤلاء من قبورهم ويتغير الأحياء عن شكل جسدهم.
ويمكن أن تقسم محتويات الرسالة الأولى إلى أهالي تسالونيكي كما يأتي:
( 1 ) تحية ص 1: 1.
( 2 ) شكر لأجل نموهم الروحي ص 1: 2-10.
( 3 ) دفاع الرسول عن رسالته وإرساليته ضد الهجمات اليهودية ص 2: 1-16.
( 4 ) سرد بعض الحوادث ص 2: 17-ص 3: 10.
أ: غياب بولس عنهم ص 2: 17-20.
ب: إرسالية تيموثاوس ص 3: 1-5.
ج: تقرير تيموثاوس ص 3: 11-13.
( 5 ) صلاة بولس لأجلهم ص 3: 11-13.
( 6 ) معالجة مشاكل التسالونيكيين ص 4: 1-5: 22.
أ: بعض التوصيات الخلقية ص 4: 1-12.
ب: المجيء الثاني 4: 13-5: 11.
ج: حياة الكنيسة وتصرفاتها 5: 12-22.
( 7 ) صلاة بولس الختامية، وخاتمة الرسالة 5: 23-28.
وأما الرسالة الثانية فكتبت بعد الأولى ويظهر أن الغاية منها هو إيضاح بعض عبارات مهمة وردت في الرسالة الأولى خشي الرسول من تأويلها على غير ما يقصد بها وتحذيراً للكنيسة التسالونيكية من الرسالة المزورة باسم بولس. ولما كانت كنيسة تسالونيكي قد توهمت من الرسالة الأولى أن يقوم الرب كان قريباً جداً، بيّن لهم الرسول في الرسالة الثانية أن مجيء الرب سيكون بعد الارتداد، وأن سر الاثم سيعمل أولاً إلى أن يأتي الرب ليبيد الاثيم (( الذي مجيئه بعمل الشيطان بكل قوة وبآيات. وعجائب كاذبة وبكل خديعة الاثم )) ثم يوصيهم الرسول أن يثبتوا في الإيمان والمحبة وأن يتجنبوا جميع الذين يسلكون (( بلا ترتيب وليس حسب التعليم المعطى لهم )).
ويمكن ان تقسم محتويات الرسالة الثانية إلى أهالي تسالونيكي كما ياتي:
( 1 ) تحية 1: 1-2.
( 2 ) شكر لأجل نموهم 1: 3-10.
( 3 ) صلاة لأجلهم 1: 11-12.
( 4 ) تعاليم من جهة المجيء الثاني 2: 1-12.
أ: إنه ليس عاجلاً 2: 1-4.
ب: الحوادث التي تسبقه 2: 5-12.
( 5 ) قصد الله الأزلي 2: 13-17.
( 6 ) نصائح متنوعة 3: 1-15.
أ: طلب لأجل الصلاة 3: 1-2.
ب: كلمة تشجيع 3: 3-5.
ج: حث على العمل 3: 6-15.
( 7 ) صلاة ختامية، التوقيع، والبركة 3: 16-18.