وهو بحر يفصل آسيا عن أفريقيا وكان العبرانيون مدة إقامتهم
في مصر يسّمونه البحر (خر 14: 2 و 9 و 16 و 21 و 28 و 15: 1 و 4 و 8 و 10 و 19 يش
24: 6 و 7) وسمّي أيضاً بحر مصر (1ش 11: 15) وبحر سوف ربما اتخذ هذا الاسم من
النبات الذي يكثر على شواطئه (خر 10: 19 و 13: 18 و 15: 4 و 22 و23: 31). وأطلق اليونانيون اسم البحر الأحمر على هذا البحر والخليج
العجمي. وظنّ بأن اسم البحر الأحمر أخذ من المرجان الأحمر النامي فيه. وقد سمّاه
المصريون بحر بنط آي بحر العربية ويسميه العرب بحر الحجاز.وطول البحر الأحمر نحو 1490 ميلاً، يوصله بالمحيط الهندي مضيق
باب المندب وعرضه 18 ميلاً فقط.ومعدّل عرض البحر الأحمر 150 ميلاً ويضيق إلى جهتي
طرفيه. وفي الشمال ينقسم إلى خليجين، خليج العقبة إلى الشرق، وخليج السويس إلى
الغرب. ويبعد طرف الأخير عن البحر الأبيض المتوسط نحو 70 ميلاً. وتنحصر شبه جزيرة
سيناء بين الخليجين. ويختلف عمق البحر الأحمر بين 400 و600 قامة. وعلى شواطئه ألياف
من المرجان وجزائر عديدة تجعل الملاحة فيه عسيرة ولاسيما في أجزائه الضيقة.وطول خليج السويس نحو 180 ميلاً ومعدّل عرضه 30 ميلاً. وقد
أوصلت ترعة قديمة هذا الخليج بالنيل حفرها بعض الفراعنة، فكانت تمر بها المراكب في
القرن الرابع عشر قبل المسيح وكان طولها 62 ميلاً. وأعاد حفرها العرب مرتين وفي سنة
1869 تّم حفر قناة السويس فاتصل البحر الأحمر بالبحر الأبيض.أما خليج العقبة فطوله نحو 100 ميل ومعدّل عرضه 15 ميلاً
وعليه ميناء ايلات وكيناء عيصون جابر.والبلدان المهمة على
شاطئ البحر الأحمر الإفريقي هي: السويس، وسواكن، ومصوّع، وأما على شاطئه الآسيوي
فالبلدان قليلة وأهمها جدّة.والحادثة المهمة المقرونة
بالبحر الأحمر هي مرور بني إسرائيل فيه وغرق المصريين (خر 14 و15) وكثيراً ما تشير
الكتب المقدّسة إلى هذه الحادثة (عد 33: 8 وتث 11: 4 ويش 2: 10 و2 صم 22: 16 ونح 9:
9-11 ومز 66: 6 واش 10: 26 واع 7: 39 و1 كو 10: 1 و2 عب 11: 29 الخ).وقد اختلفت الآراء في مكان عبور بني إسرائيل والترجيح أنهم
عبروا خليج السويس بالقرب من طرفه الشمالي. وقد اثبت العلامة روبنسون أن ريحاً
شرقية شمالية تهب على هذا الجزء تكفي لطرد الماء من بعض الأماكن. وعلى كل حال
تغيّرت المعالم في العصور الغابرة بحيث يتعسّر معرفة الموضع بالضبط.وبعد مرورهم ارتحلوا على شاطئ خليج السويس (عد 33: 10) ومن
البحر الأحمر آتى الجراد (خر 10: 12-19) والسلوى (عد11: 13). وقد داروا حول خليج
العقبة ليطوفوا بأرض ادوم. وفي ملك سليمان بني مراكب في عيصون جابر وأيلة عند رأس
خليج العقبة (1 مل 9: 26 و 10: 22 و 2 اي 8: 17 و 18).