((ابن الإنسان)) عبارة وردت في عدد 23 : 19 وهي ترجمة لعبارة عبارنية ترجم إلى العربية في أماكن أخرى ((بابن آدم)) فمثلاً في حز 2 : 1 (وقد وردت هذه العبارة ((ابن آدم)) إشارة إلى النبي حزقيال في سفره سبعاً وثمانين مرة). وتشير هذه العبارة في دانيال 7 : 13 إلى شخص يختلف عن الأربعة الحيوانات التي ورد وصفها في الجزء الأول من الإصحاح في أنه شبيه بالإنسان في المنظر. وهذا الشخص الشبيه بابن إنسان قد أعطي سلطاناً أبدياً وملكوتاً لا ينقرض. وقد وردت هذه العبارة ((شبه ابن إنسان)) في رؤيا 1 : 13 و 14 : 14 للدلالة على المسيح القائم من الأموات والممجّد.
وقد استعملت عبارة ((ابن الإنسان)) في السفر غير القانوني المنسوب إلى أخنوخ (ص 46 : 2 و 3 و 48 : 2 و 62 : 7 و 9 و 14 و 63 : 11 و 69 : 26 و 27 و 70 : 1 و 71 : 17) للدلالة على المسيا كما يأتي في يوم في يوم القضاء والانتصار.
ويوجد في الأناجيل الأربعة ثمانية وسبعون مثلاً يستخدم فيها يسوع المسيح هذه العبارة ((ابن الإنسان)) عن نفسه. ويستخدم هذا اللقب في مرقس 2 : 28 عن نفسه وصفته كرأس الجنس البشري وممثله. ولذا فإن العبارة تدل على الإنسانية الحقّة، وتدل في مواضع أخرى على أنه المسيا عندما يتنبأ بمجيئه الثاني وبمجده (مت 26 : 64 ومر 14 : 62) ودينونته لجميع البشر (مت 19 : 28) وربما استخدم المسيح هذه العبارة كثيراً لأن فيها دلالة على أنه المسيا، وهي في نفس الوقت تصلح في الإشارة إلى حياته المتواضعة على الأرض كالإنسان الكامل. ومما يستحق الملاحظة هو أن هذا التعبير ((ابن الإنسان)) لم يستخدم عن المسيح بعد القيامة سوى مرة واحدة ( 1 ع 7 : 56) ويستخدم الكتاب المقدس ألقاباً أكثر تمجيداً كالرب وغيرها في الإشارة إلى المخلص بعد الصمود.