وهو خادم دين وفي اصطلاح الكتاب المقدس الشخص المخصص لتقديم الذبائح. وكان كل الأفراد، قبل النظام الموسوي، يقدمون الذبائح ( تك 4: 4 ) م صار رؤساء البيوت والقبائل يمارسون الكهنوت من الب إلى ابنه البكر. وعندما امر موسى كل رئيس عائلة أن يذبح خروف الفصح يرّجح أن نظام كهنوت العائلات أي أن يكون الكاهن رئيس العائلة كان جارياً في ذلك الوقت. ولكن لما سنّ النظام الجديد تعينت رتبة الكهنوت في عائلة هرون ( خر 28 ) فافرزوا لله باحتفال عظيم وحظر من ذلك الوقت ممارسة الكهنوت في إسرائيل إلا في السلالة الرسمية ( 2 أخبار 26: 18 ). وكان كل ذكر من ذرية هرون كاهناً بشرط ألاّ يكون فيه أي عيب أو تشويه جسدي، وكان البكر فقط يمكنه أن يكون كاهناً عظيماً ولم يكن جائزاً لمن فيه أي عيب أن يتقدم ليقرب خبز الهه حتى ولو كان من سلالة هرون ( لا 21: 16- 24 ). وكانت تفرض على الكاهن في حياته ومعيشته قوانين لم تكن تفرض على غيره من اللاويين أو من عوام الشعب وكان عدد من الكهنة قليلاً في أول الأمر ( يش 3: 6 و 6: 4 ). وقسم داود الكهنة إلى 24 فرقة منها ست عشرة من عائلة العازار وثمانٍ من عائلة ايثامار ( 1 أخبار 24: 4 ). وكانت هذه الفرق تمارس وظائفها بالتتابع وتبدل الفرقة بغيرها كل سبت وهكذا كان لا بد لكل فرقة من أن تمارس واجباتها مرتين في السنة على الأقل. والظاهر أنه في أثناء السبي حدث اختلاف في أمر هذه الفرق لأنه عندما عاد مع زربابل 4289 كاهناًُ وجدانهم كانوا كلهم من أربع من هذه الفرق فقط ( عز 2: 36- 39 ونح 7: 39- 42 ).
وكانت واجبات الكهنة الذبائح اليومية والأسبوعية والشهرية والسنوية. وعدا ذلك فإنهم كانوا يخدمون في الاحتفالات والتطهير ويعتنون بالآنية المقدسة والنار المقدسة والمنارة الذهبية وأثاث المقدس. وكانوا يطلقون الصوت في الأبواق المقدسة ويحملون تابوت العهد ويقضون في دعاوي الغيرة ويقدرون المال للافتداء وينظرون في شأن البرص ويفسرون الناموس للشعب. ويقومون باستشارة الله بواسطة الاوريم والتميم ( خر 28: 30 وعز 2: 63 وعد 16: 40 و 18: 5 و 2 أخبار 15: 3 وار 18: 18 وحز 7: 26 ومي 3: 11 ). غير أن الكتاب المقدس يقول عنهم بأنهم كثيراً ما أهملوا هذه الواجبات ( 2 أخبار 17: 7- 10 و 19: 8- 10 وحز 44: 24 ).
فرق الكهنة
1أخبار 24: 7-18 في ملك داود في عز 2: 36- 39 ونح 7: 39- 42 في أيام نحميا 10: 2- 8 في نح 12: 1- 7 و 12- 21
1 يهوياريت ( أخبار 9: --يوياريب10 ونح 11: 10 )
2 يدعيابنو يدعيا - يدعيا
3 حاريمحاريمحاريمرحوم ع ( حريم ع 15 )
4 سعوريم---
5 ملكيا بنو فشحور ( 1 أخبار 9: 12 )ملكيا-
6 ميامين- ميامين ميامين ع 5 ( منيامين ع 17 )
7 هقوص-مريموث حفيد هقوصمريموث
8 ابيا- ابياابيا
9 يشوع بيت يشوع--
10 شكنيا-شبنياشكنيا ع 3 ( شبنيا ع 14 )
11 الياشيب---
12 الياقيم---
13 خفة---
14 يشبآب---
15 بلجة-بلجايبلجة
16 إميربنو اميراميرياامريا
17 حيزير---
18 هفصيص---
19 فتحيا---
20 يحزقئيل---
21 ياكين ( 1 أخبار 9: 10---
ونح 11: 10 )
22 جامول---
23 دلايا---
24 مغريا-مغريامَعَديا ع 5 ( موعديا ع 17 )
فرق بعد السبي التي لا يمكن توفيقها مع الفرق الأصلية
نح 10: 2-8نح 12: 1-7 و 12-21نح 11: 10- 14 و 1 أخبار 9: 10- 12
سراياسراياسرايا
عزرياعزراعزريا
يوميايوميا-
فشحور--
حطوشحطوش-
ملوخملوخ أو مليكو أو ملوكي-
عوبدياعدوعدايا
-دانيال-
جنثونجنثون-
باروخ--
مسلام--
شمعياشمعيا-
-سلو أو سلاي-
-عاموق-
-حلقيا-
-يدعيا-
أما تقديس الكهنة فكان يحتفل به احتفالاً عظيماً يدوم سبعة أيام ( خر 29: 1- 37 ولا 7 و 8 ). وكان ذلك الاحتفال يجري بتقديم الذبائح والاغتسال ولبس الثياب المقدسة ونضح الدم والدهن بزيت. أما ثياب الكاهن فكانت، قميصاً من كتان أبيض يمتد من العنق إلى الكاهلين منه، أكمام ضيقة، وسروال من كتان، ومنطقة مطرزة باسمانجوني وأرجوان وقرمز وكان يضع على رأسه عمامة. ويرجح أن الكاهن كان يخدم وهو حافي القدمين وكان يلبس فوق القميص رداءً مطرزاً بذهب وألوان كالمنطقة وكان يشده حول خصره بزنار من نفس الألوان والنقوش ( خر 28: 40 - 42 ).
ولم يكن يسمح للكاهن بعد تقلده لوظيفته أن يندب ميتاً أو أن يتنجس بمسه إلا إذا كان من الأنسباء الأقربين إليه ولم يكن جائزاً له أن يحلق شعره أو أن يجز لحيته أو أن يتزوج بإمرأة مطلقة وبما أن وظيفته كانت التقرب إلى الله بالنيابة عن الشعب كان مطلوباً منه أن يبقى طاهراً في داخله وفي مظاهره الخارجية. وقد خصصت للكهنة ثلاث عشرة مدينة مع مسارحها في نصيب يهوذا وشمعون وبنيامين قياماً بمعاشهم ( يش 21: 13- 19 ). وأضيف إلى ذلك عشر الأعشار المدفوعة للاويين ( عد 18: 26- 28 ) وفداء الأبكار والرفائع ( عد 18: 14- 19 ) وقيمة الأشياء المنذورة ( لا 27 ) وباكورات المحصولات ( خر 23: 19 ولا 2: 14 وتث 26: 1- 10 ) وجزء من غنيمة الحرب ( عد 31: 25- 47 ) مع خبز الوجوه ولحم التقدمات أثناء خدمتهم في الهيكل ( عد 18: 2- 20 ولا 6: 26- 29 و 7: 6- 10 ).
الكاهن الأعظم أو الكاهن الرأس أو رئيس الكهنة :
أول من تقلد هذه الوظيفة هارون ( خر 28: 1 ) وخلفه في ذلك العازر ابنه ( عد 3: 32 و 20: 28 وتث 10: 6 ) ثم بقيت رئاسة الكهنوت في عائلته إلى أيام عالي الذي كان من بيت إيثامار.
وكانت وظيفة رئيس الكهنة تدوم مدة حياة صاحبها إلاّ أن سليمان أهمل هذا القانون بعزله ابياثار واقامته صادوق مكانه ( 1 مل 2: 35 ) لأن هذا الأخير كان قد انحاز إلى ادونيا ( 1 مل 1: 7 و 25 ).
ويظهر أنه كان للكاهن الأعظم مساعد يسمى الكاهن الثاني ( 2 مل 25: 18 ) الذي ربما كان يدعى أيضاً رئيس بيت الله ( 2 أخبار 31: 13 ونح 11: 11 ). وربما كان هو نفس قائد جند الهيكل ( اع 4: 1 و 5: 24 ).
وقد أصبحت وظيفة رئيس الكهنة، قبل ميلاد السيد المسيح، آلة في أيدي حكام البلاد ولاسيما هيرودس وخلفاؤه، حتى أن هذا عين خمسة رؤساء كهنة كان من جملتهم سيمون الذي أعطاه ابنته ثمن وظيفته ولذلك نقرأ في العهد الجديد عن عدة رؤساء كهنة في وقت واحد كحنان وقيافا ( لو 3: 2 ).
وكانت الاحتفالات تطول عند تقديس رئيس الكهنة مدة سبعة أيام ( خر 29: 35 ). وكان من هذه الاحتفالات تقديم الذبائح ( خر 29 ) والمسح بدهن المسحة ( خر 30: 22- 33 ولا 21: 10 ). وتلبيسه الثياب الرسمية على ما هو مذكور في خر 28 و 39 حيث يصف تفصيل هذه الثياب وكذلك ما جاء في خر 29: 5 و 6 و 8 و 9 حيث يصف كيفية إلباسها. وكانت ثياب رئيس الكهنة أثمن وأكثر بهجة من ثياب بقية الكهنة إلا يوم الكفارة فإنه كان يلبس ثياباً بسيطة من كتان أبيض لا نقوش عليها.
وكانت واجبات رئيس الكهنة مهمة إذ كان لا يُسمح لغيره بدخول قدس الأقداس وذلك مرة واحدة في السنة في يوم الكفارة. وكان هو المشرف المسؤول على الهيكل ( 2 مل 12: 10 ). وفي أيام المسيح كان رئيس الكهنة رئيس المجمع الأعلى لليهود أيضاً ( يو 18: 13 و 14 واع 5: 17 ).
وقد وصُف يسوع بأنه رئيس كهنة المؤمنين العظيم الذي نضح قدس الأقداس بدمه والذي جلس عن يمين الآب هناك حيث هو الآن يشفع فيهم ( عب 4: 14 و 7: 25 و 9: 12 الخ ... ).