(1) كاتب عمومي، وكان يُستأجر لكتابه ما يتلى عليه ( ار 36: 4 و 18 و 32 ). أو لتنظيم المعاملات أو السجلات القانوينة. وفي حزقيال 9: 2 وصف لكتاب في العهد القديم. كذلك نجد في الشعر القصصي جلجامش البابلي ذكراً (( للقوي الحامل لوحات الكتاب في حزامه )). وأكثر رسومات الإله نبو كاتب كتاب الحظ تمثله في العصر البابلي حاملاً ازميل الكتابة الرقيق في يده. ويقوم توت في الديانة المصرية بنفس ما نسب إلى نبو البابلي. وما زلنا نجد اليوم في شوارع أكثر مدن الشرق كتَّاباً عمومين يلتف حولهم غير المتعلمين لكي يكتبوا لهم ما يحتاجون إلى كتابته.
(2) أمين سر، كاتب حكومي، أو موظف ( 2 مل 12: 10 وعز 4: 8 واع 10: 35 و 41 ) وكان اللاويون يقومون بوظيفة الكتَّاب في عمل ترميم الهيكل ( 2 أخبار 34: 13 ).
(3) كاتب الناموس ولأجزاء الأخرى من العهد القديم ( ار 8: 8 ). وأشهرهم عزرا الكاتب الذي كان ملماً بالشريعة الموسوية كل الالمام. وقد وضع في قلبه أن يطلب شريعة الرب للقيام بها. ولكي يعلم بني إسرائيل الفرائض والقضاء ( عز 7: 6 و 10 ). وهو يشبه من هذه الوجه الكتبة المتأخرين الذين كان عملهم تفسير الناموس، وقد دعاهم العهد الجديد (( غراماتيس )) وبالاحرى (( نوميكوي )) المترجمة (( ناموسيين )) أيضاً (( نومو ديدا سكالوي )) أي (( معلمي الشريعة )) وهم خصصول نفوسهم: أولاً لدرس الناموس وتفسيره، وكان شرحهم، كما معروف عنه مدنياً ودينياً، كانوا يحاولون تطبيقه على تفاصيل الحياة اليومية. وقد أصبحت قرارات عظماء الكتبة شريعة شفاهية تدعى التقاليد. ثانياً لدرس الأسفار الإلهية بنوع عام وذلك من الوجهة التاريخية والتعليمية. ثالثاً للتعليم. وكان يلتف حول كل كاتب مشهور جماعة من الطلاب يتتلمذون عليه. وقد تقدمت صناعة الكتابة تقدماً عظيماً بعد رجوع اليهود من السبي إذ انقطع الوحي اليهودي عندئذ وبقي عليهم أن يدرسوا الأسفار الموجودة بين أيديهم وان يعملوا منها أساساً لحياتهم القومية. وقد كثر عدد الكتَّاب في عهد المكابيين ( 1 مكابيين 7: 12 ). وبلغوا أوج نفوذهم على الشعب في أيام المسيح. وكان بين أعضاء السنهدريم ( مجمع اليهود ) الكثيرون منهم ( متى 16: 21 و 26: 3 ). ومن وجد بينهم من آمنوا بتعاليم المسيح ( 8: 19 ) إلاَّ أن أكثرهم قاموا ضده وتذمروا عليه وظنوا أنهم وجدوا أخطاء في أكثر ما عمله أو قاله هو وتلاميذه ( متى 21: 15 ). وعلى الكتبة يقع جزء كبير من مسؤولية صلب المسيح. وقد اشتركوا مع الحكام والشيوخ في اضطهاد بطرس ويوحنا أيضاً ( اع 4: 5 ). وكذلك في ما قاد في استشهاد استفانوس ( اع 23: 9 ). وقد وصف السيد المسيح بعض الكتبة بأنهم مراؤون لأنهم عنوا بالأشياء المادية العرضية دون الروحية الجوهرية ( مت 23 ).