الذرات الصغيرة والدقيقة جداً من بقايا الأوساخ والتراب، التي يتناقلها الهواء وتعلق بالأرجل والأجسام الصلبة. وفيما يلي ثلاثة من معان جامعة للغبار في الكتاب المقدس.
أولاً ـ نفض الغبار عن الأرجل والأحذية لا للنظافة بل كعلامة لترك كل شيء قد يعلق بالإنسان بعد أن يترك مكاناً ما إلى مكان آخر، سواء أكان المكان بيتاً أم بلدة أم بلاداً. فكان اليهودي ينفض غبار حذائه بعد أن يغادر بلداً وثنياً حتى يتخلص من باقي آثار الوثنية. وهذا ما فعله بولس وبرنابا بعد أن غادرا إنطاكية بيسيدية إلى ايقونية (أع 13: 51). بل إن المسيح نفسه دعا تلاميذه إلى الخروج من أي بيت أو مدينة ترفضهم، ونفض غبار أرجلهم من ورائهم (مت 10: 14 ومر 6: 11). ولا تزال هذه العادة تحمل المظهر ذاته في بلاد الشرق إلى اليوم. ويفعل ذلك من يخرج من بيت ما فاشلاً في تحقيق مشروع له.
ثانياً ـ تذرية الغبار (والتراب) في الهواء، كمظهر للغضب والثورة والتهديد، وهو ما يحصل، عفواً، بمجرد تجمع عدد من الثائرين أو المتوعدين. إذ أن الغبار يرتفع في الهواء إذا كان التجمع والصخب قي أرض خلاء. وقد ذرى الغبار في الجو لما تجمع اليهود حول بولس في القدس وسلموه إلى المعسكر (أع 22: 23) وذراه أيضاً شمعي، وهو يسير مقابل داود ويشتمه (2 صم 16: 13).
ثالثاً ـ الغبار الذي تحمله الزوابع ويبدو كأنه ينزل من السماء كالمطر. وهو أمر شائع في المناطق الصحراوية أو القريبة من الصحاري. ولذلك هدد موسى العبرانيين، في خروجهم من مصر إلى فلسطين بأن الله يجعل المطر غباراً وتراباً ينزل عليهم من السماء إن هم لم يسمعوا صوت الرب إلههم ولم يعملوا وصياه وفرائضه (تث 28: 24).