(1 كو 15: 53) أي الخلود للنفس البشرية. وفكرة الخلود قديمة في الشرق. وقد آمن بها المصريون والسوريون، وعلم بها فلاسفة اليونان وحكماء الهند والصين. والعهد القديم نفسه بنى على هذه الفكرة. فقد انتقل اخنوع إلى السماء وإليها صعد ايليا. وقال ايوب: ((علمت أن وليي حي والآخر على الارض يقوم. وبعد أن يفنى جلدي هذا وبدون جسدي أرى الله)) (أي 19: 25 و 26), وورد الكتاب عبارة ((وانضم إلى قومه)) (تك 25: 8) أي انتقل إلى الحياة الاخرى. وكانت فكرة الخلود اساساً للشريعة والناموس الموسوي، وخاصة في أمر الكفارة والذبائح، مع أن اسفار موسى لم تصرح بتلك الفكرة ولم تتحدث عن الآخرة. وقد كان الله بالنسبة إلى ذلك العهد، اله ابراهيم واله اسحق واله يعقوب-وذلك أن الرب استعمل هذه التسمية اثباتاً لخلود النفس ((ليس الله اله أموات بل اله الاحياء)) (مت 22: 32). وقد علم المسيح بالخلود للنفس تعليماً مباشراً وصريحاً ومتواصلاً. وبيّن أن النفس إما أن تكون في سعادة ابدية أو شقاء ابدي (مت 25: 46). ومثل العازر والغني شاهد على ذلك. وبحث بولس في خلود النفس بحثاً قيماً، في عدد من رسائله (في 1: 21-23 و 2 كو 5: 1-6 و 1 كو ص 15 و 1 تس 4: 13-17).