لما كان العبرانيون يحيون حياة البداوة كان طعامهم الرئيسي مؤلفاً من الخبز ومن حاصل الماشية كاللبن الرائب واللحم مصادفة ( تك 18: 7 وقض 5: 25 ). وكان يؤكل العسل البرّي ( 14: 8 و 9 ). ولما تحضروا في فلسطين أضافوا عليها ما أنتجته لهم الحدائق والكروم وبساتين الزيتون كالعدس والخيار والفول ( 2 صم 17: 28 )، والرمان والتين والعنب ( عد 13: 23 و 20: 5 ومت 7: 16 ). وكان من طعامهم الخمر والخل وكذلك السمك والجراد والطير والبيض ( 1 مل 4: 23 ونح 3: 16 ومت 4: 18 ولو 11: 12 ). وكانت.
الوجبة البسيطة مؤلفة من خبز وعدس (تك 25: 34)، أو خضرة أخرى (2 مل: 38)، أو خبز وخمر (تك14: 18)، أو فريك رخل (ر1 2: 14). وقد أكرم إبراهيم ضيوفه على غير انتظار بمائدة سخية فيها زبد ولبن وخبز ملّة مصنوع من دقيق سميد ولحم عِجل (تك 18: 3-8). وقد كثرت الألوان المتنوعة العديدة من الطعام علة موائد الأغنياء والعظماء. (1مل 4: 22 و 23 ونح 5: 18).
وكانت شريعة الأطعمة دقيقة جداً تفصل بين الطاهر والنجس وتنهي عن كل مخالفة (لا10) وعند تأسيس الكنيسة المسيحية اختلف المسيحيون في أمر الأطعمة دقيقة جداً المذبوحة للأوثان، فاعتقد بعض المؤمنين بأن الوثن لا شيء وأن المخلص قد ألغى التمييز بين الأطعمة الطاهرة والنجسة فأخذوا يأكلون كل ما قدَم لهم بدون سؤال أكان مذبوحاً لوثن أم أنه مذبوح لغير وثن. وكانوا يشترون ما يباع في الملحمة بقطع النظر عن كونه طاهراً أو نجساً حسب شريعة اليهود إلا أنه قد عثر غيرهم فظنوا أن كل ما ذبح لوثن يجعلهم مشتركين في الذبح للوثن.
وحدث من اختلاف الرأي هذا الشقاق حتى حكم بولس أن كل سيء طاهر للطاهرين (تي 1: 15). وأن الوثن لا شيء. وأنه يجوز للإنسان أن يأكل كل ما يباع في الملحمة وكل ما يقدم له على مائدة غير المؤمن (1 كو 10: 25 غلخ). ومع ذلك يصرح بوجوب مراعاة شريعة المحبة وبوجوب اجتناب ما يعثر به الأخ الضعيف.
ومع أن المسيحية ألغت النجاسة الشرعية والطهارة الشرعية وحررت الأمم من نير الطقوس الموسوية (اع 15: 10)، إلا أن المجمع الرسولي المنعقد في أورشليم منع الأمم من المخنوق والدم (ص 5: 20 و 29) وذلك خشية اعثار اليهود المتنصرين.