شيعة من الفلاسفة اليونان سميت كذلك نسبة إلى الرواق الذي كان يعلم فيه زينو مؤسس هذا المذهب الفلسفي وكان زينو هذا من كتّيم أو قبرس وقد التقى بولس مع جماعة الرواقيين وكذلك مع الأبيقورين في أثينا ( اع 17: 18 ) وقد ولد زينو مؤسس هذا المذهب في قبرس حوالي عام 336 ق.م. ثم انتقل من مسقط رأسه إلى أثينا وبقي هناك يعلم الفلسفة مدة 58 عاماً في رواق في السوق العام. وكانت فلسفته بوجه عام (( بنثيانية )) أي تعتقد بألوهية الكائنات. وقد اعتبر الرواقيون أنفسهم من ضمن أتباع سقراط وتمثلوا به في نظريته عن الحياة. وقد فرقوا تفريقاً بيناً واضحاً بين ما هو خير أدبياً وبين ما هو موافق أو لائق فأعلنوا أن العمل يكون خيراً أو شراً في ذاته وأنه لا ينبغي أن يكون السرور الغاية من أي عمل ما. وأسمى خير هو الفضيلة. وكانت الفضيلة في عرفهم في العيشة بحسب الفطرة والتشبه بالطبيعة وموافقة السلوك الإنساني لقوانين الكون وموافقة الإرادة الإنسانية للإرادة الإلهية موافقة تصل إلى حد الإستسلام التام للقضاء والقدر.
وأعظم الفضائل في عرفهم هي الحكمة العملية بالنسبة إلى ما هو خير أو شر, والشجاعة والفطنة وضبط النفس والعدل. وقد شجع زينو أتباعه من أن يضبطوا مشاعرهم ضبطاً محكماً حتى يصبحوا بقدر المستطاع مستقلين تمام الإستقلال عن كل المؤثرات المقلقة مهما كان نوعها وبالرغم عما يمكن أن يحدث.
وقد بقيت الرواقية قوة فعّالة مدة أربعمئة عام وكان أعظم أساتذتها أبكتيتس الذي كان عبداً, وسنسكا الفيلسوف, والإمبراطور ماركوس أوريليوس.