هو روح الله، الأقنوم الثالث في الثالوث. وقد ذكر هذا التعبير ثلاث مرات فقط ( مز 51: 11 واش 63: 10 و 11 ) لكنه يتضمن إشارات عديدة لعمله أما في العهد الجيد فقد ذكره مراراً.
وقد سمي روحاً لأنه مبدع الحياة، ودعي قدوساً لأن من ضمن عمله تقديس قلب المؤمن ويدعى روح الله وروح المسيح.
ويعلمنا الكتاب المقدس بكل وضوح عن ذاتية الروح القدس وعن ألوهيته، إذ نسب إليه أسماء الله الحي، وصفاته، وأعماله، وعبادته.
( 1 ) فنسب إليه أسماء الله كيهوه ( اع 28: 25 مع اش 6: 9 وعب 3: 7 و 9 مع خر 17: 7 وار 31: 31 و 34 مع عب 10: 15 و16 )، الله ( اع 5: 3 و 4 )، الرب ( 2 كو 3: 17 و 18 ).
( 2 ) ونسب إليه الصفات الإلهية كالعلم بكل شيء ( 1 كو 2: 10 و 11 واش 40: 13 و 14 ). والوجود في كل مكان ( مز 139: 7 واف 2: 17 و 18 ورو 8: 26 و 27 )، والقدرة على كل شيء ( لو 1: 35 )، والأزلية ( عب 9: 14 ).
( 3 ) ونسب إليه الأعمال الإلهية كالخلق ( مز 104: 30 واي 33: 4 ).
( 4 ) ونسب إليه العبادة الواجبة لله ( اش 6: 3 ومت 28: 19 و 2 كو 13: 14 ).
ومن ضمن أعماله أيضاً أنه يهب القوة ( قض 3: 10 و 14: 6 و 19 و 15: 14 و 1 صم 11: 6 و 16: 13 و 1 أخبار 12: 18 ). والحكمة والفهم والمعرفة ( خر 31: 3 ) يهب قلباً جديداً وروحاً جديداً ( حز 36: 26 و 27 ) ويبكت العام علة خطية وعلى بر وعلى دينونة. ويعلم كل شيء ويذكر بكل ما قيل ( يو 14: 26 ) ويعزى ( يو 14: 16 و 26 و15: 26 و 16: 7 ) ويهب روح التبني ( رو 8: 26 ). ويحي المائتيين بالخطايا والآثام ويقدسهم ويطهرهم وهكذا يؤهلهم لتمجيد الله والتمتع به إلى الأبد ( رو 5: 5 و 8: 2-13 ).
وقال عنه اشعياء النبي أنه (( روح الحكمة والمعرفة، وروح المشورة والقوة، روح المعرفة ومخافة الرب )) ( اش 11: 2 ).
وإذ حبلت السيدة العذراء حبل بالمسيح فيها من الروح القدس ( مت 1: 18-20 ).
ولما كتب الاباء والأنبياء والرسل أسفار الكتاب المقدس كانوا مسوقين من الروح القدس الذي أرشدهم فيما كتبوا وعضدهم وحفظهم من الخطأ وفتح بصائرهم في بعض الحالات ليكتبوا عن أمور مستقبلة ( 2 بط 1: 21 و 2 تي 3: 16 ) ( انظر (( تمييز الرواح )) ).
تمييز الأرواح:
هذه هي إحدى مواهب الروح القدس ( 1 كو 12: 10 ) وبها يمكن امتحان الأرواح وتمييزها لكي تعرف إن كانت من الله ( 1 يو 4: 1 ) وفي العصور الأولى من تاريخ الكنيسة كثر الأنبياء الكذبة والأرواح الشريرة والتعاليم الغربية.
بواسطة هذه المواهب ( القدرة على تمييز الأرواح ) اكتشف بطرس كذب حنانيا وعرف بولس خداع عليم الساحر.