وهو الشخص الذي يتولى إيقاع العقاب بالقاتل ولذا فيعطى القانون حقّه من الإجلال، ويسري على البشر قول الوحي أن سافك دم الإنسان بالإنسان يسفك دمه (تك 9: 5 و 6 و عدد 35: 31) وعندما تنتظم الحياة المدنية يصبح من واجب محاكم العدل أن تقتص من الآثم. غير أنه في العالم السامي كما كان عند غيرهم من الشعوب كالإغريق وقبائل الجرمان والسلاف كان العرف المتبع أن ينتقم الإنسان لنفسه. فكان عندما يقتل أحد أو يموت من جرّاء حادثة ما، كان على أقرب الأقرباء إلى الميت أن ينتقم له وكان يدعى ((منتقم الدم)) فيقتل القاتل أو من تسبب في موت قريبه ولو عن غير قصد بدون محاكمة تظهر ظروف القتل وبواعثه. وكان أقرب أقرباء من قتل انتقاماً للدم يأخذ على نفسه مهمة قتل من قتل قريبه. وهكذا تبدأ سلسلة من الثأر بين أسرتي القاتل والمقتول. وقد وضعت الشريعة الموسوية قواعد أزالت الكثير من سيئات نظام ((الثأر)). فتعينت مدن للملجأ يهرب إليها القاتل غير المعتمد. ويعطى فرصة للمحاكمة فتثبت برآته القتل عمداً وعن سابق قصد (عدد 35: 19 و 24 و 27 و 2 صم 14: 11) (انظر ((مدن الملجأ)) ).