ذكر العهد الجديد أسماء أربعة وهم: يعقوب و يوسي وسمعان ويهوذا. وقد ذكر أنهم أخوة الرب(مت 13: 55) وقد ذكر أيضاً انتقالهم إلى كفر ناحوم مع مريم ويسوعفي بدء كرازته(يوحنا 2: 12). ومرة فيما كان يسوع يكلم الجمع جاءت أمه وأمه طالبين أن يكلموه(مت 12: 47). وحتى نهاية خدمته لم يكونوا قد آمنوا به بعد(يوحنا 7: 3و5). ولكن بعد القيامة نقرأ أنهم كانوا يجتمعون مع التلاميذ(اع 1: 14).
ويذكرهم الرسول بولس كقادة في الكنيسة المسيحية( 1 كو 9: 5) وقد أصبح أحدهم وهو يعقوب قائداً ممتازاً في كنيسة أورشليم(اع 15: 13 وغلا 1: 19) وهو كاتب الرسالة التي تحمل اسمه(يعقوب 1: 1).
وقد تشعبت الآراء في نسبهم إلى المسيح ودرجة قرابتهم له:
(1) فقال قوم أنهم أخوته بالجسد من مريم. أي أن مريم بعد أن ولدت المسيح الذي حبل به فيها من الروح القدس وولدته وهي عذراء، ولدت هؤلاء الأخوة من يوسف ويقولون ان هذا هو التفسير البسيط الطبيعي للأقوال الواردة في (مت 1: 25، 13: 55) قد قال بهذا الرأي ترتليانوس في القرن الثاني ، هلفديوس في القرن الرابع ومعظم رجال الطوائف الإنجيلية ولكن هناك من يعارضون هذا الرأي ويقولون، لو أنه كان لمريم أولاد لما عهد المسيح بها إلى يوحنا تلميذه كما نجد هذا في يوحنا 19: 26و27، ويرد عليهم اصحاب الرأي بالقول أن أخوة المسيح لم يكونوا بعد قد آمنوا به ولذلك فضّل المسيح ان يضعها في عهدة يوحنا تلميذه ويرجح أنه كان أيضاً قريبها.
(2) أما الرأي الثاني فيقول أنهم كانوا أولاد يوسف من زوجة سابقة . ومن بعدها اتخذ مريم العذراء زوجة ثانية. ويستدلون على ذلك من أن الكتاب المقدس لا يذكر شيئاً عن حياة يوسف بعد ان بلغ يسوع السنة الثانية عشرة من العمر ويقولون لا بد أن يوسف مات بعد ذلك ويرجحون أنه تزوج العذراء وهو متقدم في السن. وقد ورد هذا الرأي في بعض الأسفار غير القانونية وقال به أوريجانوس في القرن الثالث وأبيفانيوس في القرن الرابع الميلادي وكذلك تعتنق كنيسة الروم الأرثوذكس هذا الرأي.
(3) وهناك رأي ثالث يقول أن هؤلاء الأخوة هم أولاد كلوبا وكانت أمهم أخت أم المسيح، فهم أولاد خالته(انظر يوحنا 19: 25) ويقول أصحاب هذا الرأي أن مت 27: 56ومرقس 15: 40 يذكر وجود مريم أم يعقوب ويوسي عند الصليب. ويقول أن مريم هذه كانت أخت مريم أم يسوع وأن يعقوب ويوسي هما اللذان ذكر عنهما أنهما أخوان.
وأول من قال لهذا الرأي هو ايرونيموس في القرن الرابع وأتبعته كنيسة رومية ولوثر وبعض أتباعه. أما معارضو هذا الرأي فيقولون - أنه من المستبعد أن يكون لأختين اسم واحد. كما يقولون أن الكتاب المقدس يفرِّق بين التلاميذ وأخوة الرب ويجعلهما فريقين يختلف أحدهما عن الآخر قارن أعمال1: 13و14.