(1) الهاوية مقر الموتى. وهي ترجمة للكلمة العبرية شئول والكلمة اليونانية هاديس وقد فهم العبرانيون هذه الكلمة تارة كأنها قبر أو موت. وقد صورّ كتّاب الاسفار الجحيم كأنه مكان تحت الأرض (عد 16: 20 - 33 وحز 31: 14 - 17 وعا 9: 2) وله ابواب (اش 38: 10) وهو مكان مظلم مخيف سكانه يشعرون ولكنهم في وجود بليد جامد (2 صم 22: 6 ومز 6: 5) تذهب إليه نفوس الجميع (تك 37: 35) فيه القصاص وفيه الثواب، ولا يمكن العودة منه إلى الأرض (1 صم 28: 8 - 19 وتث 11: 6) وهو مكان عريان امام الله (أي 26: 6).
ويقول المرنم ان الله هناك (مز 139: 8) وان ارواح شعبه وحالتهم في ذلك المكان كانت تحت عينيه الساهرة. وهذا التعليم عن معرفة الله لشعبه بعد الموت وحضوره معهم ومحبته الدائمة لهم اشتمل على الغبطة للابرار والويل للاشرار بعد الموت. واصبح لهم مقران: الابرار يكونون مع الرب، والاشرار يبعدون عن وجهه. وهذا التعليم أيضاً يتصل بتعليم قيامة الجسد والحياة الابدية والمجد العتيد. وهذه كلها يذكرها العهد القديم كما في ايوب 19: 25 - 27 ومز 16: 8 -11 ... الخ ودا 12: 2 و 3 ويوجد اساس أيضاً لهذه التعاليم في انتقال اخنوخ واختطاف ايليا أما المسيح فقد اوضح كل الغموض حول هذه التعاليم لانه انار الخلود (2 تي 1: 10 ويو 14: 1 - 3 وفيلبي 1: 23).
(2) ويوجد معنى ثان مأخوذ من اللفظ اليوناني جيئنه (متى 5: 22 و 29 و 30 ومرقس 9: 47 ولوقا 12: 5 ويعقوب 3: 6) وهذا بدوره مأخوذ من الكلمة العبرية جيهنوم أو وادي هنوم حيث كان يحرق الاطفال لمولك. ومن هذا العمل كان يشار إليه كرمز للخطية والويل حتى صار الاسم اشارة إلى مكان القصاص الابدي (متى 18: 8 و 9 ومرقس 9: 43) واشار إليه بطرس في رسالته الثانية 2: 4 بالطرح في جهنم. كما أن للكلمة جهنم اسماً آخر عند الرومان والاغريق وهو كلمة ترتاروس مقر الويل وهو اسفل الهاوية.