الترجمة البولسية

رسالة أفسس

نداء الى الوحدة1 فأحرضكم إذن، أنا الأسير في الرب، أن تسلكوا مسلكا يليق بالدعوة التي ندبتم إليها: بكل تواضع ووداعة وصبر.2 احتملوا بعضكم بعضا بمحبة.3 اجتهدوا في حفظ وحدة الروح برباط السلام:4 فإن الجسد واحد، والروح واحد، كما أنكم، بدعوتكم، قد دعيتم الى الرجاء الواحد؛5 وإن الرب واحد، والإيمان واحد، والمعمودية واحدة،6 والإله واحد، والآب واحد للجميع، وهو فوق الجميع وخلال الجميع وفي الجميع.7 على أن النعمة قد أعطيت لكل واحد منا على مقدار موهبة المسيح.8 لذلك يقول ((الكتاب)): "لما صعد الى العلى سبى سبيا وأعطى الناس عطايا".9 فكونه "صعد" هل يعني إلا أنه نزل أيضا، الى أسافل الأرض؟10 فالذي نزل هو نفسه الذي صعد أيضا الى ما فوق السماوات كلها ليملأ كل شيء.11 وهو الذي "أعطى" بعضا ((أن يكونوا)) رسلا، وبعضا أنبياء، وبعضا مبشرين، وبعضا رعاة ومعلمين؛12 منظما هكذا القديسين لأجل عمل الخدمة في سبيل بنيان جسد المسيح،13 الى أن ننتهي جميعنا الى الوحدة في الإيمان وفي معرفة ابن الله، الى ((حالة)) "الإنسان" البالغ، الى ملء اكتمال المسيح.14 ومن ثم، فلا نكون بعد أطفالا، تتقاذفنا الأمواج، وتعبث بنا كل ريح تعليم على هوى مكر الناس، وخبثهم في طرق التضليل؛15 بل نعتصم بالحق في المحبة فننمو من كل وجه، ((مرتقين)) نحو من هو الرأس، أي المسيح؛16 الذي منه ينال الجسد كله التنسيق والوحدة، وبتعاون جميع المفاصل، على حسب العمل المناسب لكل عضو، ينشئ لنفسه نموا، ويبنى في المحبة.الحياة الجديدة في المسيح17 فأوصيكم إذن، وأناشدكم في الرب: أن لا تسلكوا، من بعد، على غرار الأمم، الذين يسلكون في بطل عقلهم؛18 الذين أظلمت بصائرهم وتغربوا عن حياة الله بسبب الجهل الناجم فيهم عن تصلب قلوبهم؛19 الذين كلت ضمائرهم فأسلموا ذواتهم الى العهر لارتكاب كل نجاسة في نهم لا يرتوي.20 أما أنتم، فما هكذا تعلمتم المسيح-21 إن كان هو من وعظتم به، وكان التعليم، الذي ألقي عليكم فيه، مطابقا للحقيقة التي في يسوع،-22 أي ((إنه ينبغي)) لكم أن تخلعوا عنكم، في ما هو من أمر حياتكم السالفة، الإنسان العتيق، الفاسد بشهوات الغرور؛23 وأن تتجددوا في صميم أذهانكم؛24 وأن تلبسوا الإنسان الجديد، الذي خلق على مثال الله في البر وقداسة الحق.25 فانبذوا إذن الكذب، "وكلموا كل واحد قريبه بالحق"، إذ إنا أعضاء بعضنا لبعض.26 "اسخطوا ولا تخطأوا"؛ لا تغرب الشمس على حنقكم؛27 ولا تتركوا لإبليس مجالا.28 من كان سارقا فلا يسرق بعد، بل بالحري فليكد عاملا بيديه ما هو صالح، حتى يكون له ما يشرك فيه المحتاج.29 لا تخرجن من أفواهكم ولا كلمة فاسدة، بل ما يصلح منها ويفيد البنيان -إذا دعت الحاجة- ويؤتي السامعين نعمة.30 لا تحزنوا روح الله القدوس، الذي ختمتم به لأجل يوم الفداء.31 ليستأصل منكم كل مرارة وسخط وغضب وصخب وسباب، مع كل شر.32 كونوا بالحري ذوي رفق بعضكم ببعض، شفقاء، متسامحين كما سامحكم الله في المسيح.