الترجمة البولسية

رسالة كورنثوس الأولى

بولس يستخرج عبرة من تاريخ اسرائيل1 فإني لا أريد أن تجهلوا، أيها الإخوة، أن آباءنا كلهم كانوا تحت الغمام؛ وكلهم جازوا في البحر؛2 وكلهم اعتمدوا في موسى، في الغمام وفي البحر؛3 وكلهم أكلوا الطعام الروحي نفسه؛4 وكلهم شربوا الشراب الروحي نفسه؛ فإنهم كانوا يشربون من صخرة روحية تتبعهم؛ وهذه الصخرة كانت المسيح.5 بيد أن أكثرهم لم يرض الله عنهم، إذ إنهم صرعوا في البرية.6 ولقد جرت هذه الأمور ليكون لنا فيها عبرة، فلا نشتهي الشرور كما اشتهى أولئك.7 فلا تصيروا عابدي أوثان كما كان قوم منهم، على ما هو مكتوب: "جلس الشعب يأكلون ويشربون ثم قاموا يلعبون"؛8 ولا نستسلم للفجور كما استسلم قوم منهم، فسقط في يوم واحد ثلاثة وعشرون ألفا؛9 ولا نجرب الرب كما جرب قوم منهم، فأهلكتهم الحيات؛10 ولا تتذمروا كما تذمر قوم منهم، فهلكوا على يد المهلك.11 فهذه الأمور كلها عرضت لهم لتكون عبرة، وكتبت لموعظتنا، نحن الذين انتهت إليهم أواخر الدهور.12 فمن ظن إذن أنه قائم فليحذر أن يسقط.13 لم يصبكم من التجارب إلا ما هو بشري: فإن الله أمين فلا يدعكم تجربون فوق طاقتكم؛ بل يجعل أيضا مع التجربة مخرجا، لتستطيعوا أن تحتملوا.فتاوى عملية14 لذلك، يا أحبائي، اهربوا من عبادة الأوثان.15 أخاطبكم كعقلاء، فاحكموا أنتم في ما أقول:16 كأس البركة التي نباركها أليست هي شركة في دم المسيح؟ والخبز الذي نكسره أليس هو شركة في جسد المسيح؟17 فبما أن الخبز واحد، فنحن، الكثيرين، جسد واحد؛ لأنا جميعا نشترك في الخبز الواحد.18 فتأملوا إسرائيل بحسب الجسد: أليس الذين يأكلون الذبائح، هم شركاء المذبح؟19 فماذا أقول؟ أإن ذبيحة الوثن شيء أو إن الوثن شيء؟20 لا؛ بل إن ما تذبحه ((الأمم)) إنما تذبحه للشياطين ولما ليس إلها. فلا أريد أن تكونوا شركاء الشياطين.21 إنكم لا تستطيعون أن تشتركوا في مائدة الرب ومائدة الشياطين.22 أو نغير الرب؟ ألعلنا أقوى منه؟23 "كل شيء مباح"؛ ولكن، ليس كل شيء ينفع. "كل شيء مباح"؛ ولكن، ليس كل شيء يبني.24 لا يطلب أحد ما هو لنفسه، بل ما هو لغيره.25 كلوا من كل ما يباع في السوق، غير باحثين عن شيء من أجل الضمير.26 لأن "للرب الأرض وملأها".27 إن دعاكم أحد من غير المؤمنين وأحببتم أن تنطلقوا، فكلوا من كل ما يقدم لكم، غير باحثين عن شيء من أجل الضمير.28 ولكن، إن قال لكم أحد: "هذا مما ذبح للأوثان"، فلا تأكلوا، من أجل الذي أعلمكم، ومن أجل الضمير.29 أقول: "الضمير"، لا ضميرك بل ضمير غيرك؛ إذ لماذا يحكم في حريتي ضمير غيري؟30 إن كنت أنا أتناول في شكر، فلم يفترى علي في ما أنا شاكر عليه؟اذن كل شيء لمجد الله وخلاص القريب31 فإذا أكلتم إذن، أو شربتم، ومهما فعلتم، فاعملوا كل شيء لمجد الله.32 كونوا بلا معثرة لليهود، ولليونانيين، ولكنيسة الله؛33 كما أني، أنا نفسي، أرضي الجميع في كل شيء، غير طالب ما هو لمنفعتي الخاصة، بل ما هو لمنفعة الكثيرين، لكي يخلصوا.