الترجمة البولسية

البشارة كما دوّنها يوحنا

الى اورشليم1 وبعد ذلك كان يسوع يطوف في الجليل؛ ولم يشأ أن يتجول في اليهودية، لأن اليهود كانوا يطلبون قتله.2 وكان عيد اليهود، عيد المظال قد قرب.3 فقال له إخوته: "تحول من ههنا، وامض الى اليهودية لكي يرى تلاميذك أيضا الأعمال التي تعمل،4 إذ ما من أحد يعمل في الخفية وهو يسعى ليكون من ذوي الشهرة. فبما أنك تعمل هذه الأشياء، أظهر ذاتك للعالم". -5 فإن إخوته أنفسهم لم يكونوا يؤمنون به -.6 فقال لهم يسوع: "إن وقتي لم يحن بعد، وأما وقتكم فإنه عتيد في كل حين.7 ألعالم لا يقدر أن يبغضكم؛ أما أنا فيبغضني، لأني أشهد عليه بأن أعماله شريرة.8 إصعدوا أنتم الى العيد؛ وأما أنا فلست بصاعد الى هذا العيد، لأن وقتي لم يتم بعد".9 قال هذا، ولبث في الجليل.10 ولكنه، بعد أن صعد إخوته الى العيد صعد هو أيضا، لا في الجهر بل في السر.11 فكان اليهود يطلبونه في العيد، ويقولون: "أين هو؟"12 وكان في الجموع كثير من المهامسة في شأنه؛ فمنهم من كان يقول: "إنه صالح"؛ ومنهم من يقول: "كلا؛ ولكنه يضل الجمع".13 غير أنه لم يكن أحد يتكلم عليه في حرية خوفا من اليهود.تعليم يسوع تعليم الهي14 وفي منتصف العيد صعد يسوع الى الهيكل، وأخذ يعلم.15 وكان اليهود يتعجبون، قائلين: "كيف هذا الرجل يعرف الكتب ولم يتعلم؟"16 فأجابهم يسوع، وقال: "إن تعليمي ليس مني، بل ممن أرسلني.17 إن شاء أحد أن يعمل مشيئته، يعرف هل هذا التعليم هو منه، أم أنا أتكلم من عند نفسي؛18 إن من يتكلم من عند نفسه، يطلب مجد نفسه؛ وأما من يطلب مجد الذي أرسله فهو صادق، لا نفاق فيه.19 أوليس موسى قد أعطاكم الناموس؟ وما من أحد فيكم يعمل بالناموس! فلم تطلبون قتلي؟"20 أجاب الجمع: "إن بك شيطانا! من يطلب قتلك؟"21 فأجاب يسوع وقال لهم: "إني أتيت عملا فذهلتم بأجمعكم.22 لقد أعطاكم موسى الختان - ليس أنه من موسى بل من الآباء - وتختنون الإنسان حتى في السبت!23 فإن كان الإنسان يختن في السبت لكي لا تنقص شريعة موسى، أفتسخطون علي لأني أبرأت إنسانا بجملته في السبت!24 لا تحكموا بحسب الظاهر، بل احكموا بحسب العدل".تضارب الآراء حول يسوع25 فقال أناس من أورشليم: "أليس هذا من يطلبون قتله؟26 ها إنه يتكلم في الجهر ولا يقولون له شيئا! ألعل الرؤساء قد أيقنوا أنه المسيح؟27 غير أن هذا قد عرفنا من أين هو؛ وأما المسيح، فإذا ما أتى لا يعلم أحد من أين هو".28 فصاح يسوع، وهو يعلم في الهيكل، وقال: "أجل، أنتم تعرفوني، وتعلمون من أين أنا! مع أني لم آت من قبل نفسي، والذي أرسلني حق، وأنتم لا تعرفونه.29 أما أنا فأعرفه لأني من لدنه، وهو الذي أرسلني".30 فطلبوا عندئذ أن يقبضوا عليه، إلا أن أحدا لم يلق عليه يدا، لأن ساعته لم تكن بعد قد حانت.31 وآمن به كثيرون من الجمع؛ وكانوا يقولون: "متى جاء المسيح، فهل تراه يعمل آيات أكثر من هذا؟"32 وسمع الفريسيون مهامسة الجمع في شأنه، فأنقذ رؤساء الكهنة والفريسيون شرطا ليلقوا القبض عليه.33 فقال يسوع: "أنا معكم بعد زمنا يسيرا، ثم أمضي الى الذي أرسلني؛34 وستطلبوني ولا تجدوني؛ وحيث أنا لا تستطيعون أنتم أن تأتوا".35 فقال اليهود، في ما بينهم: "إلى أين ينطلق هذا فلا نجده؟ أتراه يذهب الى المشتتين ما بين اليونانيين؟ ويعلم اليونانيين؟36 ما معنى هذا الكلام الذي قاله: ستطلبوني ولا تجدوني، وحيث أنا لا تستطيعون أنتم أن تأتوا؟"الماء الحي37 وفي اليوم الأخير العظيم، من العيد، وقف يسوع وصاح، قائلا: "إن عطش أحد فليأت إلي ويشرب.38 من آمن بي فستجري من جوفه، كما قال الكتاب، أنهار ماء حي". -39 قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به، مزمعين أن يقبلوه؛ فالروح لم يكن بعد ((قد أعطي))، لأن يسوع لم يكن بعد قد مجد.انشقاق في الجمع40 وإذ سمع بعض الجمع هذا الكلام، قالوا: "لا جرم أن هذا هو النبي!"41 وقال آخرون: "بل هو المسيح!" وقال غيرهم: "أمن الجليل يأتي المسيح؟42 أفلم يقل الكتاب: إنه من نسل داود، ومن بيت لحم، بلدة داود، يأتي المسيح؟"43 فنشب في الجمع انشقاق بسببه.44 وأراد بعضهم أن يمسكوه، ولكن، لم يلق أحد عليه يدا.45 ورجع الشرط الى رؤساء الكهنة والفريسيين، فقال لهم هؤلاء: "لم لم تأتوا به؟"46 فأجاب الشرط: "ما تكلم إنسان قط مثل هذا الإنسان!"47 فأجابهم الفريسيون: "أو أنتم أيضا قد ضللتم؟48 هل آمن به أحد من الأعيان، أو من الفريسيين؟49 وأما أولئك السوقة، الذين لا يعرفون الناموس، فهم ملعونون!"50 فقال لهم أحدهم، نقودمس الذي كان قد جاء الى يسوع من قبل:51 "وهل تحكم شريعتنا على إنسان من غير أن تسمع منه أولا، وتحيط علما بما فعل؟"52 فأجابوا، وقالوا له: "أو أنت أيضا من الجليل؟ إبحث فترى أنه لا يقوم نبي من الجليل".53 ثم انصرفوا، كل واحد الى بيته.