الترجمة البولسية

البشارة كما دوّنها لوقا

6 الآلام الخلاصية - خيانة يهوذا1 وكان عيد الفطير، المسمى الفصح، يقترب.2 وكان رؤساء الكهنة والكتبة يلتمسون وسيلة ليميتوه، لأنهم كانوا يخافون الشعب.3 ودخل الشيطان في يهوذا، الملقب بالإسخريوطي، الذي كان من عداد الاثني عشر؛4 فمضى وفاوض رؤساء الكهنة، وقواد الحرس، على طريقة تسليمه إليهم.5 ففرحوا، واتفقوا أن يعطوه فضة.6 فقبل، وأخذ يترقب فرصة مؤاتية ليسلمه إليهم على غير علم من الجمع.العشاء الفصحي7 وحل يوم الفطير، حيث كان ينبغي أن يذبح الفصح.8 فأرسل يسوع بطرس ويوحنا، قائلا: "إمضيا وأعدا لنا الفصح، لنأكله".9 فقالا له: "أين تريد أن نعد؟"10 فقال لهما: "إذا دخلتما المدينة تصادفان رجلا يحمل جرة ماء، فاتبعاه الى البيت الذي يدخله،11 وقولا لرب البيت: المعلم يقول لك: أين الردهة التي آكل فيها الفصح مع تلاميذي؟12 وهو يريكما علية، كبيرة، مفروشة، فأعدا هناك".13 فانطلقا، فوجدا كما قال لهما؛ وأعدا الفصح.14 ولما أتت الساعة اتكأ مع الرسل،15 وقال لهم: "لقد اشتهيت جدا أن آكل هذا الفصح معكم، قبل أن أتألم؛16 فإني أقول لكم: إني لن آكله بعد الى أن يتم بكماله في ملكوت الله".17 ثم تناول كأسا وشكر وقال: "خذوا هذا واقتسموا في ما بينكم؛18 فإني أقول لكم: إني لن أشرب بعد من ثمرة الكرمة، الى أن يأتي ملكوت الله".19 ثم أخذ خبزا وشكر، وكسر وأعطاهم، قائلا: "هذا هو جسدي الذي يبذل لأجلكم. إصنعوا هذا لذكري".20 وكذلك الكأس من بعد العشاء، قائلا: "هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي، الذي يهراق من أجلكم...21 "ومع هذا، فها إن يد الذي يسلمني معي على المائدة!...22 إن ابن البشر ماض بحسب ما هو مقرر؛ ولكن الويل لذلك الإنسان الذي يسلمه!"23 فطفقوا عندئذ يسأل بعضهم بهضا: من، تراه، فيهم يقدم على هذا العمل!..الرئاسة خدمة24 ونشب أيضا في ما بينهم نزاع في أيهم يحسب الأكبر.25 فقال لهم يسوع: "إن ملوك الأمم يسودونهم، وأمراءهم يدعون محسنين.26 وأما في ما بينكم، فلا يكن الأمر كذلك؛ بل ليكن الأكبر فيكم كالأصغر، والمتقدم كالذي يخدم.27 فمن، ترى، الأكبر: ألمتكئ أم الذي يخدم؟ أليس المتكئ؟ ومع ذلك فأنا في وسطكم كالذي يخدم!28 أنتم قد ثبتم معي في محني،29 وأنا أعد لكم الملكوت كما أعده لي أبي،30 لكي تأكلوا وتشربوا على مائدتي في ملكوتي، وتجلسوا على عروش لتدينوا أسباط إسرائيل الاثني عشر...الإِنباء بجحود بطرس31 "سمعان، سمعان! هوذا الشيطان قد طلب في إلحاح أن يغربلكم كالحنطة؛32 وأنا صليت لأجلك لكي لا يزول إيمانك؛ وأنت متى عدت فثبت إخوتك".33 فقال له: "يا رب، ها أنا مستعد أن أمضي معك الى السجن، وإلى الموت".34 قال: "إني أقول لك، يا بطرس: إنه لا يصيح الديك اليوم، حتى تنكر ثلاث مرات أنك تعرفني".35 ثم قال لهم: "لما أرسلتكم بلا كيس ولا مزود ولا حذاء، هل أعوزكم شيء؟"36 قالوا: "لا". فقال لهم: "أما الآن فمن له كيس فليأخذه، ومن له مزود فليفعل كذلك؛ ومن ليس له سيف فليبع رداءه ويشتر سيفا.37 فإني أقول لكم: إنه لا بد أن تتم في هذه الكتابة: لقد أحصي مع الأثمة. وها إن ما يختص بي آخذ في التمام".38 فقالوا: "يا رب، إن ههنا سيفين". فقال لهم: "كفى!"يسوع في بستان الزيتون39 وخرج، ومضى على عادته الى جبل الزيتون، وتبعه تلاميذه.40 ولما انتهى الى المكان قال لهم: "صلوا لئلا تدخلوا في تجربة".41 ثم انفصل عنهم نحو رمية حجر، وخر على ركبتيه وجعل يصلي، قائلا:42 "يا أبتاه، إن شئت فأجز عني هذه الكأس! ولكن، لا تكن مشيئتي بل مشيئتك!"43 وظهر له ملاك من السماء يشدده؛ ولما بلغ منه الجهد لج في الصلاة؛44 وصار عرقه كقطرات دم نازلة على الأرض.45 ثم نهض بعد الصلاة، وجاء الى تلاميذه فألفاهم نائمين من الحزن.46 فقال لهم: "ما بالكم نائمين! قوموا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة".القبض على يسوع47 وفيما هو يتكلم إذا بجماعة قد أقبلت وفي مقدمتها المسمى يهوذا، أحد الاثني عشر. فدنا الى يسوع ليقبله.48 فقال له يسوع: "يا يهوذا، أبقبلة تسلم ابن البشر!"49 وإذ رأى الذين معه ما سيجري، قالوا: "يا رب، أنضرب بالسيف؟"50 وضرب أحدهم غلام رئيس الكهنة، فقطع أذنه اليمنى.51 فأجاب يسوع، وقال: "قفوا عند هذا الحد!" ثم لمس أذن ((الغلام)) فأبرأه.52 ثم قال يسوع للذين أتوا اليه من رؤساء كهنة، وقادة حرس الهيكل، وشيوخ: "كأني بكم تخرجون على لص بسيوف وعصي!53 كل يوم كنت معكم في الهيكل ولم تمدوا علي يدا؛ ولكن، هي الآن ساعتكم، وهذا سلطان الظلمة!"جحود بطرس54 وألقوا القبض عليه، وقادوه، ودخلوا به بيت رئيس الكهنة. وكان بطرس يتبع من بعيد.55 وإذ كانوا قد أضرموا نارا في وسط الدار، وجلسوا حولها، جلس بطرس في ما بينهم.56 فرأته جارية جالسا بحذاء اللهيب، فتفرست فيه، وقالت: "هذا أيضا كان معه!"57 فأنكر قائلا: "يا امرأة، إني لا أعرفه!"58 وبعد قليل أبصره آخر، فقال: "أنت أيضا منهم!" فقال بطرس: "يا رجل، أنا لست منهم!"59 وبعد نحو ساعة أخذ آخر يؤكد، قائلا: "في الحقيقة، هذا أيضا كان معه؛ فإنه جليلي!"60 فقال بطرس: "يا رجل، لا أدري ما تقول!" وفي الحال، إذ كان بعد يتكلم، صاح الديك.61 والتفت الرب ونظر الى بطرس، فتذكر بطرس كلام الرب، إذ قال له: "قبل أن يصيح الديك اليوم، تنكرني ثلاث مرات".62 فمضى الى الخارج، وبكى بمرارة.يسوع أمام المحفل63 وكان الرجال الذين يحرسون يسوع يهزأون به، ويضربونه؛64 وكانوا يغطون وجهه، ويسألونه، قائلين: "تنبأ! من ضربك؟"65 وقذفوه بإهانات أخرى كثيرة.66 ولما كان النهار، التأم مجلس شيوخ الشعب، رؤساء الكهنة والكتبة؛ وأحضروا يسوع الى محفلهم،67 وقالوا له: "إن كنت أنت المسيح، فقله لنا". فقال لهم: "إن قلت لكم فلا تصدقون؛68 وإن سألتكم فلا تجيبون...69 ولكن، من الآن يكون ابن البشر جالسا عن يمين قدرة الله".70 فقالوا جميعا: "أفأنت إذن ابن الله؟!" فقال لهم: "أنتم تقولون؛ أنا هو".71 فقالوا: "ما حاجتنا بعد الى شهود؟ لقد سمعنا نحن من فمه!"