الترجمة البولسية

البشارة كما دوّنها لوقا

رسالة يسوع ومعمودية يوحنا1 وإذ كان، ذات يوم، يعلم الشعب في الهيكل، ويبشر بالإنجيل، أقبل عليه رؤساء الكهنة، والكتبة مع الشيوخ،2 وخاطبوه، قائلين: "قل لنا بأي سلطان تفعل هذا، ومن ذا الذي آتاك هذا السلطان؟"3 فأجاب، وقال لهم: "لي أنا أيضا سؤال ألقيه عليكم؛ قولوا لي:4 معمودية يوحنا، من السماء كانت أم من الناس؟"5 ففكروا في ما بينهم، قائلين: "إن قلنا: من السماء؛ قال: لم إذن، لم تؤمنوا به؟6 وإن قلنا: من الناس، رجمنا الشعب كلهم جميعا، لأنهم على يقين من أن يوحنا نبي".7 فأجابوا أنهم لا يعلمون من أين هي.8 فقال لهم يسوع: "وأنا أيضا لا أقول لكم بأي سلطان أفعل هذا".مثل الكرّامين القتلة9 وأخذ عندئذ يقول للشعب هذا المثل: "إنسان غرس كرما. وسلمه الى كرامين، وسافر زمانا طويلا.10 وفي أوان الثمر أنفذ غلاما الى الكرامين لكي يعطوه من ثمر الكرم. إلا أن الكرامين أشبعوه ضربا، وردوه صفر اليدين.11 فأنفذ أيضا غلاما آخر فأوسعوه، هو أيضا، ضربا، وأهانوه وردوه صفر اليدين.12 فأنفذ أيضا غلاما ثالثا، وهذا أيضا جرحوه وطرحوا به خارجا.13 فقال رب الكرم: ماذا افعل؟.. أرسل ابني الحبيب فلعلهم يهابونه.14 فلما رآه الكرامون ائتمروا في ما بينهم، قائلين: ها هوذا الوارث؛ فلنقتله ليصير الميراث لنا.15 فطرحوه خارج الكرم، وقتلوه. "فماذا إذن يفعل رب الكرم بهم؟..16 إنه يأتي ويهلك أولئك الكرامين، ويدفع الكرم الى آخرين". فلما سمعوا ذلك قالوا: "معاذ، الله!"17 فحدق إليهم، وقال: "إذن، ما معنى هذه الكتابة: الحجر الذي رذله البناءون، هو قد صار رأسا للزاوية؟18 فمن يسقط على هذا الحجر يتهشم، ومن سقط هو عليه يطحنه".19 فحاول الكتبة ورؤساء الكهنة أن يلقوا الأيدي عليه، في تلك الساعة، غير أنهم خافوا من الجمع؛ لأنهم فهموا أنه قال هذا المثل عليهم.جزية قيصر20 فراصدوه، وأوفدوا إليه جواسيس يراءون أنهم صديقون، لكي يجدوا عليه مأخذا في كلامه، فيسلموه الى حكم الوالي وسلطانه.21 فسألوه، قائلين: "يا معلم، نحن نعلم أنك بالصواب تتكلم وتعلم؛ ولا تحابي الوجوه؛ بل تعلم بالحق طريق الله.22 أفيجوز لنا أن ندفع الجزية لقيصر أم لا؟"23 وإذ أدرك مكرهم، قال لهم:24 "أروني دينارا. لمن هذه الصورة؟ وهذه الكتابة؟" قالوا: "لقيصر".25 فقال لهم: "ردوا إذن ما لقيصر لقيصر، وما لله لله".26 فلم يستطيعوا أن يأخذوا عليه شسئا في هذا الكلام، أمام الشعب، بل دهشوا من جوابه، ولزموا الصمت.الصدُّوقيون والقيامة27 ودنا إليه نفر من الصدوقيين - القائلين بعدم القيامة - وسألوه،28 قائلين: "يا معلم، لقد رسم لنا موسى، أنه إذا كان لرجل أخ متزوج، ومات عن غير ولد، فليأخذ أخوه امرأته ويقم عقبا لأخيه.29 وكان سبعة إخوة. فتزوج الأول امرأة ومات عن غير ولد.30 فأخذها الثاني،31 ثم الثالث، وكذلك السبعة، وماتوا ولم يخلفوا نسلا.32 وفي الأخير ماتت المرأة أيضا.33 ففي القيامة امرأة من منهم تكون هذه المرأة؟ فإن السبعة قد اتخذوها امرأة".34 فقال لهم يسوع: "إن أبناء هذا الدهر يزوجون ويتزوجون.35 أما الذين يستحقون الفوز بذلك الدهر، وبالقيامة من بين الأموات، فلا يزوجون ولا يتزوجون؛36 ولا يمكن من بعد أن يموتوا لأنهم يكونون مثل الملائكة وأبناء لله، لكونهم أبناء القيامة.37 وأما أن يقوم الأموات فذلك ما قد بينه موسى، في معرض الكلام على العليقة، إذ يدعو الرب إله إبراهيم، وإله إسحق، وإله يعقوب.38 وليس هو إله الأموات، بل إله الأحياء؛ لأن الجميع يحيون له".39 فأجاب بعض الكتبة، وقالوا: "يا معلم، لقد أحسنت في ما قلت".40 ولم يجرؤوا من بعد أن يسألوه عن شيء.المسيح ابن داود وربّه41 ثم قال لهم: "كيف يقال إن المسيح هو ابن داود؟42 وداود نفسه يقول في سفر المزامير: قال الرب لربي: إجلس عن يميني،43 حتى أجعل أعداءك موطئا لقدميك.44 فداود يدعوه ربا؛ فكيف، من ثم، يكون هو ابنه؟"رئاء الكتبة45 ثم قال لتلاميذه، والشعب جميعهم يسمعون:46 "إياكم والكتبة، الذين يحبون التجول بالحلل الفضفاضة، ويبتغون التحيات في الساحات العامة، والمجالس الأولى في المجامع، والمتكآت الأولى في الولائم؛47 ألذين يأكلون بيوت الأرامل، ويتكلفون الصلاة الطويلة. فهؤلاء ستنالهم دينونة أشد قسوة".