رحمة الله للخطأة: مثل الخروف الضال1 على أَنَّ العَشَّارينَ والخَطَأةَ جَميعًا كانوا يُقبِلونَ إِليهِ لِيَسمَعوهُ،2 والفرِّيسيِّينَ والكَتبةَ يَتذمَّرونَ، قائِلين: "إِنَّ هذا ((الرَّجُلَ)) يَقْبَلُ الخَطَأَةَ، ويَأْكلُ مَعهم!"3 فخاطبَهم بهذا المَثلِ، قائلاً:4 "أَيُّ إِنسانٍ منكم لهُ مِئةُ خَروفٍ فأَضاعَ واحدًا منها، لا يَترُكُ التِّسعةَ والتِّسعينَ الأُخرى في البَرِّيَّةِ، ويَمْضي في طَلبِ الضالِّ حتَّى يَجدَه؟5 وإِذا وجَدَهُ يحمِلُهُ على مَنكِبَيْهِ فَرِحًا،6 ويَعودُ الى بَيْتِه ويَدعو الأَصدِقاءَ والجِيرانَ، ويَقولُ لهم: إِفرَحوا مَعي، فإِنِّي قد وَجَدتُ خَروفيَ الضَّالّ.7 فأَقولُ لكم: هكذا في السَّماءِ، يكونُ فَرحٌ بخاطِئٍ يَتوبُ، أَكثرُ مِمَّا يكونُ بتِسعةٍ وتِسعينَ صِدِّيقًا، لا يَحتاجونَ الى تَوبة.الدرهم المفقود8 "أَم أَيُّةُ امْرأَةٍ يكونُ لها عَشرَةُ دَراهمَ فأَضاعَتْ منها دِرْهَمًا، لا تُوقِدُ سِراجًا وتَكْنِسُ البَيتَ، وتَطْلبُهُ في اهْتمامٍ حتَّى تَجِدَهُ؟9 وإِذا ما وَجدَتْهُ تَدعو الصَّديقاتِ والجارَاتِ، وتقولُ لهُنَّ: افْرحْنَ مَعي فإِنِّي قد وَجدْتُ الدِّرهَمَ الذي أَضَعْت.10 فأَقولُ لكم: إِنَّهُ هكذا يكونُ الفَرحُ، عِندَ ملائكةِ اللهِ، بخاطئٍ يتوب".الابن الشاطر11 وقالَ أَيضًا: "كانَ لِرَجُلٍ ابْنان؛12 فقالَ أَصغَرُهما لأَبيه: يا أَبتِ، أَعطِني حِصَّتي مِنَ الثَّرْوة؛ فقَسَمَ لهما ما لَه.13 وبَعدَ أَيَّامٍ قَليلةٍ، جَمعَ الابنُ الأَصْغَرُ كلَّ شَيءٍ لَهُ وقَصَدَ الى بَلدٍ بعيدٍ، وأَتْلفَ هُناكَ مالَهُ، عائشًا في التَّبْذير.14 "ولمَّا أَنْفقَ كلَّ شَيءٍ، نَشِبَتْ في ذلكَ البَلدِ مَجاعَةٌ شَديدةٌ. فأَخذَ يُحِسُّ بالفاقَة.15 فمضى والْتحقَ بواحِدٍ مِن أَهْلِ ذلكَ البَلدِ، فأَرْسلَهُ الى حُقولِهِ يَرعى الخَنازير.16 وكانَ يَشتَهي أَنْ يَملأَ بَطنَهُ مِنَ الخُرنوبِ الذَّي كانتِ الخَنازيرُ تَأْكُلُه؛ ولم يُعطِهِ أَحد!17 فَرجَعَ الى نَفسِهِ، وقال: كَم مِن أَجيرٍ لأَبي يَفضُلُ عنهُ الخُبز! وأَنا ههُنا أَهْلِكُ جُوعًا!18 أَقومُ وأَمضي الى أَبي، وأَقولُ لَه: يا أَبتِ، قد خَطِئْتُ الى السَّماءِ وإِلَيك؛19 ولَستُ بَعدُ مُسَحِقًّا أَنْ أُدعى لكَ ابْنًا. فاجْعَلْني كواحِدٍ مٍن أُجَرائِك.20 ونَهضَ ومَضى الى أَبيه. وإِذْ كانَ بَعدُ بَعيدًا، أَبْصرَهُ أَبوهُ، فتَحرَّكَتْ أَحْشاؤُهُ، وبادَرَ إِليهِ، وأَلْقى بنَفْسِهِ على عُنُقِهِ وَقبَّلَهُ ((طويلاً)).21 فقالَ لَهُ الابن: يا أَبتاهْ، قد خَطِئْتُ الى السَّماءِ وإِلَيك؛ ولا أَستَحقُّ بَعدُ أَنْ أُدعى لكَ ابنًا...22 فقالَ الأَبُ لِغِلمانِه: هَلُمُّوا سَريعًا بأَفْخَرِ حُلَّةٍ، وأَلْبِسوه؛ وضَعُوا في يَدِهِ خاتَمًا، وفي رِجْلَيْهِ حِذاءً.23 وَأْتوا بالعِجْلِ المُسَمَّنِ، واذْبحوه؛ وَلْنأْكُلْ ونَفرَحْ،24 لأَنَّ ابْني هذا كانَ مَيْتًا فَعاشَ، وكانَ ضالاًّ فوُجِد! وطَفِقوا يَفرَحون.25 "وكانَ ابنُهُ الأَكبرُ في الحَقل. فلمَّا رجَعَ واقتَربَ مِنَ البَيتِ، سَمِعَ أَصواتَ الغِناءِ والرَّقص.26 فدعا أَحدَ الغِلمانِ وسأَلَهُ: ما عَسى أَنْ يَكونَ هذا؟27 فقالَ لَهُ: إِنَّ أَخوكَ قد قَدِمَ، فَذَبحَ أَبوكَ العِجلَ المُسمَّنَ لأَنَّهُ لَقيَهُ سالِمًا.28 فغَضِبَ وأّبى أَنْ يَدخُلَ. فخَرجَ أَبوهُ وأَخذَ يَدعُوه.29 فأَجابَ، وقالَ لأَبيه: كم لي مِنَ السِّنينَ في خِدمتِكَ، ولم أَتعدَّ قطُّ أَمرًا مِن أَوامرِكَ، وأَنتَ لم تُعطِني قطُّ جَدْيًا لأَتنعَّمَ معَ أَصدقِائي.30 ولمَّا رجَعَ ابْنُكَ هذا، الذّي أَكلَ مالَكَ معَ البَغايا، ذَبَحْتَ لهُ العِجلَ المُسمَّن!31 فقالَ لهُ: يا ابْني، أَنتَ مَعي في كلِّ حينٍ، وجَميعُ ما لي هُوَ لكَ.32 ولكِنْ، كانَ لا بُدَّ أَنْ نَتَنعَّمَ ونَفرحَ، لأَنَّ أَخاكَ هذا كانَ مَيْتًا فَعاشَ، وكانَ ضالاًّ فوُجِد".