الترجمة البولسية

البشارة كما دوّنها مرقس

تكثير السبعة الارغفة1 وفي تلك الأيام، إذ كان الجمع، من جديد، غفيرا، ولم يكن لهم ما يأكلون، دعا يسوع تلاميذه، وقال لهم:2 "إني أتحنن على هذا الجمع؛ فإنهم معي منذ ثلاثة أيام، وليس لهم ما يأكلون؛3 وإن أنا صرفتهم الى بيوتهم صائمين خارت قواهم في الطريق، لأن بعضهم قد جاءوا من بعيد!".4 فأجابه تلاميذه: "كيف يستطيع أحد أن يشبع هؤلاء خبزا، ههنا في البرية؟"5 فسألهم: "كم رغيفا عندكم؟" فقالوا: "سبعة"6 فأمر الجمع أن يتكئوا على الأرض؛ ثم أخذ السبعة الأرغفة، وشكر وكسر، وأعطى تلاميذه ليقدموا؛ فقدموها للجمع.7 وكان معهم أيضا يسير من صغار السمك. فباركها وأمر أن تقدم أيضا.8 فأكلوا وشبعوا. ورفعوا من الكسر الفاضلة سبعة سلال.9 وكانوا نحو أربعة آلاف. ثم صرفهم.خمير الفريسيين10 وفي الحال ركب السفينة مع تلاميذه، وجاء الى نواحي دلمانوثا.11 فوافى الفريسيون وطفقوا يباحثونه، طالبين منه آية من السماء ليجربوه.12 فتنهد في نفسه، وقال: "ما بال هذا الجيل يطلب آية؟ ألحق أقول لكم: إنه لن يعطى هذا الجيل آية".13 ثم تركهم. وعاد فركب السفينة ومضى الى العبر.14 وكان التلاميذ قد نسوا أن يأخذوا خبزا. ولم يكن معهم في السفينة سوى رغيف واحد.15 فأوصاهم قائلا: "أنظروا! إياكم وخمير الفريسيين وخمير هيرودس!".16 فأخذوا يتجادلون على أنهم ليس معهم خبز.17 فعلم يسوع، فقال لهم: "لم تتجادلون على أنكم ليس معكم خبز؟ أفلا تعقلون بعد! أفلا تفهمون! أوتكون قلوبكم عمياء!18 لكم عيون ولا تبصرون! لكم آذان ولا تسمعون! أفلا تذكرون!...19 حين كسرت الخمسة الأرغفة للخمسة الآلاف، كم قفة مملوءة كسرا رفعتم؟" قالوا له: "اثنتي عشرة". -20 "وحين كسرت السبعة الأرغفة للأربعة الآلاف، كم سلة مملوءة كسرا رفعتم؟" قالوا له: "سبعا".21 فقال لهم: "أفلا تفهمون بعد!"أعمى بيت صيدا22 وجاءوا الى بيت صيدا، فقدموا إليه أعمى، وطلبوا إليه أن يلمسه.23 فأخذ بيد الأعمى، واقتاده الى خارج القرية، ووضع من ريقه على عينيه، ووضع يديه عليه، ثم سأله: "هل ترى شيئا؟"24 فرفع طرفه، وقال: "أرى الناس! أبصر كأنما أشجار تمشي!".25 ثم وضع أيضا يديه على عينيه، فأبصر، وعاد كما كان من قبل، يرى كل شيء جليا.26 فأرسله الى بيته، قائلا: "لا تدخل القرية".اعتراف بطرس27 وخرج يسوع وتلاميذه الى قرى قيصرية فيلبس. وفي الطريق سأل تلاميذه، قائلا: "من، ترى، أنا في نظر الناس؟"28 فقالوا له: "ألبعض يقولون: إنك يوحنا المعمدان؛ وآخرون: إنك إيليا؛ وآخرون: إنك واحد من الأنبياء".29 وسألهم ((أيضا)): "وفي نظركم أنتم، من أنا؟" فأجاب بطرس، وقال له: "أنت المسيح!"30 فأوصاهم أن لا يقولوا لأحد عنه ((شيئا)).31 وأخذ يعلمهم أنه ينبغي لابن البشر أن يتألم كثيرا؛ وأن ينتبذه الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة؛ وأن يقتل ويقوم بعد ثلاثة أيام.32 وكان يقول ذلك صرايحا، فاجتذبه بطرس إليه وطفق يزجره.33 أما هو فالتفت ونظر الى تلاميذه، وزجر بطرس، وقال له: "إليك عني، يا شيطان! فإن أفكارك ليست أفكار الله بل أفكار الناس".وجوب التجرّد34 ثم دعا الجمع مع تلاميذه، وقال لهم: "من أراد أن يتبعني فليكفر بنفسه، وليحمل صليبه ويتبعني؛35 فإن من أراد أن يخلص نفسه يهلكها؛ أما من يهلك نفسه من أجلي ومن أجل الإنجيل فإنه يخلصها.36 إذ ماذا ينفع الإنسان أن يربح العالم كله ويخسر نفسه؟37 وماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسه؟38 فإن من يستحيي بي وبكلامي في هذا الجيل الفاسق الأثيم، فابن البشر أيضا يستحيي به متى جاء في مجد أبيه، مع الملائكة القديسين".