5 الآلام الخلاصية والقيامة المجيدة1 وكان الفصح والفطير بعد يومين. وكان رؤساء الكهنة والكتبة يلتمسون حيلة للقبض على يسوع، ليقتلوه.2 إلا أنهم قالوا: "لا في العيد لئلا يقع شغب في الشعب".يسوع يُضمَّخ بالطيب3 وفيما كان ((يسوع)) ببيت عنيا، متكئا في بيت سمعان الأبرص، أقبلت امرأة بقارورة طيب -من الناردين الخالص، الكثير الثمن!- وكسرت القارورة، وأفاضتها على رأسه.4 فاستاء بعضهم، في ما بينهم، وقالوا: "لم يتلف هذا الطيب؟5 لقد كان في الإمكان أن يباع هذا الطيب بأكثر من ثلاث مئة دينار، ويعطى للفقراء!" وأخذوا يدمدمون عليها.6 فقال يسوع: "دعوها؛ لم تعنونها؟ إنها لقد أحسنت في ما صنعت إلي.7 فالفقراء عندكم في كل حين، وفي وسعكم أن تحسنوا إليهم متى شئتم؛ وأما أنا فلست معكم في كل حين!8 إنها فعلت ما كان في إمكانها؛ وقد طيبت جسدي، من قبل، للدفن.9 ألحق أقول لكم: إنه، حيثما كرز بالإنجيل -في العالم كله- يخبر أيضا بما فعلت، تذكارا لها".خيانة يهوذا10 ومضى يهوذا الإسخريوطي، أحد الاثني عشر، الى رؤساء الكهنة، ليسلمه إليهم.11 فلما سمعوا فرحوا، ووعدوا أن يعطوه فضة. فأخذ ((منذئذ)) يطلب فرصة مؤاتية ليسلمه.العشاء الفصحي12 وفي اليوم الأول من الفطير، الذي فيه يذبح الفصح، قال التلاميذ ليسوع: "أين تريد أن نمضي فنعد لتأكل الفصح؟"13 فأرسل اثنين من تلاميذه، وقال لهما: "اذهبا الى المدينة، فيلقاكما رجل يحمل جرة ماء، فاتبعاه.14 وحيث يدخل تقولان لرب البيت: إن المعلم يقول: أين ردختي التي آكل فيها الفصح مع تلاميذي؟15 فيريكما علية كبيرة مفروشة مهيأة؛ فأعدا لنا هناك".16 فانطلق التلميذان، وأتيا المدينة، فوجدا كما قال لهما؛ وأعدا الفصح.17 ولما كان المساء، أقبل ((يسوع)) مع الاثني عشر.18 وفيما كانوا متكئين يأكلون، قال يسوع: "ألحق أقول لكم: إن واحدا منكم سيسلمني - واحدا يأكل معي!".19 فحزنوا جدا، وأخذوا يقولون له، واحدا فواحدا: "ألعلي أنا؟"20 فقال لهم: "هو واحد من الاثني عشر - واحد يغمس يده معي في الصحفة!...21 فإن ابن البشر يمضي، على حسب ما هو مكتوب عنه؛ ولكن، ويل لذلك الرجل الذي يسلم ابن البشر! فلقد كان خيرا لذلك الرجل أن لا يولد!"رسم الافخارستيا22 وفيما هم يأكلون، أخذ يسوع خبزا، وبارك؛ ثم كسره وأعطاهم، قائلا: "خذوا. هذا هو جسدي".23 ثم أخذ الكأس، وشكر وأعطاهم؛ فشربوا جميعا.24 وقال لهم: "هذا هو دمي، دم العهد الجديد، الذي يهراق عن كثيرين.25 ألحق أقول لكم: إني لن أشرب بعد من ثمر الكرمة، الى اليوم الذي أشربه فيه جديدا، في ملكوت الله".في طريق جتسماني26 ثم سبحوا وخرجوا الى جبل الزيتون.27 فقال لهم يسوع: "كلكم ستضعفون ((بسبي))؛ لأنه مكتوب: سأضرب الراعي فتتبدد الخراف.28 ولكن، متى قمت أسبقكم الى الجليل".29 فقال له بطرس: "لو ضعف الجميع، ما ضعفت أنا!".30 فقال له يسوع: "ألحق أقول لك: إنك اليوم، في هذه الليلة، قبل أن يصيح الديك مرتين، تنكرني أنت، ثلاث مرات".31 فتمادى، قائلا: "لو اضطررت الى الموت معك، ما أنكرتك!" وهكذا قالوا جميعا.بستان الزيتون32 وانتهوا الى ضيعة اسمها جتسماني. فقال ((يسوع)) لتلاميذه: "أمكثوا ههنا ريثما أصلي.33 وأخذ معه بطرس ويعقوب ويوحنا، وطفق يرتاع ويكتئب.34 وقال لهم: "إن نفسي حزينة حتى الموت. فأقيموا ههنا واسهروا".35 وتقدم قليلا، وسقط على الأرض، وصلى لكي تعبر عنه هذه الساعة، إن كان ممكنا ((أن تعبر)).36 وكان يقول: "أيا! أبتاه! إن كل شيء ممكن لديك، فأجز عني هذه الكأس! ولكن، ليس ما أريد أنا، بل ما تريد أنت!"37 ثم جاء فوجدهم ناشمين؛ فقال لبطرس: "أتنام، يا سمعان! أولم تقدر أن تسهر ساعة واحدة!38 إسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة: ألروح نشيط أما الجسد فضعيف".39 ومضى أيضا وصلى، قائلا الكلام بعينه.40 ثم رجع فوجدهم نائمين، لأن عيونهم كانت ثقيلة. فلم يدروا بماذا يجيبونه.41 وجاء ثالثة، وقال لهم: "ناموا الآن واستريحوا!.. لقد قضي الأمر! وأتت الساعة! هوذا ابن البشر يسلم الى أيدي الخطأة!...42 قوموا! هيا بنا! ها إن الذي يسلمني قريب!"القبض على يسوع43 وفيما هو يتكلم إذا بيهوذا، أحد الاثني عشر، أقبل في جمع بسيوف وعصي، من قبل رؤساء الكهنة والكتبة والشيوخ.44 وكان مسلمه قد أعطاهم علامة، قائلا: "ألذي أقبله هو هو، فأمسكوه، وقودوه في احتياط".45 وما أقبل حتى تقدم الى يسوع، قائلا: "رابي!" وقبله...46 فألقوا أيديهم عليه وأمسكوه.47 فاستل واحد من الحاضرين السيف، وضرب غلام رئيس الكهنة، فقطع أذنه.48 فكلمهم يسوع، قائلا: "كأني بكم قد خرجتم على لص، بسيوف وعصي، لتأخذوني.49 إني كل يوم، كنت في ما بينكم؛ وكنت في الهيكل أعلم، ولم تمسكوني. ولكن، لكي تتم الكتب..."50 حينئذ تركه الجميع وهربوا.51 وكان يتبعه شاب عليه إزار على عريه؛ فأمسكوه.52 فترك الإزار وفر عريانا.محاكمة يسوع امام المحفل53 وذهبوا بيسوع الى رئيس الكهنة؛ واجتمع كل رؤساء الكهنة، والشيوخ والكتبة.54 وتبعه بطرس من بعيد الى الداخل، في دار رئيس الكهنة. وكان، مع الخدام، جالسا الى النار يصطلي.55 وكان رؤساء الكهنة وكل المحفل يطلبون على يسوع شهادة، لكي يقتلوه، ولا يجدون.56 فإن كثيرين كانوا يشهدون عليه زورا، إلا أن شهاداتهم لم تتفق.57 ثم قام نفر يشهدون عليه بالزور، ويقالون:58 "لقد سمعناه يقول: إني أنقض هذا الهيكل، الذي اصطنعته أيدي ((الناس))، وفي ثلاثة أيام أبني آخر غيره، لم تصنعه أيدي ((الناس))".59 وعلى هذا أيضا لم تتفق شهاداتهم.60 فقام رئيس الكهنة في الوسط، وسأل يسوع، قائلا: "أما تجيب بشيء! ماذا يشهد به هؤلاء عليك؟"61 أما هو فكان صامتا، لا يجيب بشيء. فسأله رئيس الكهنة أيضا، وقال له: "أأنت المسيح ابن المبارك؟"62 فقال له يسوع: "أنا هو. وسترون ابن البشر جالسا عن يمين القدرة، وآتيا في سحاب السماء".63 فشق رئيس الكهنة ثيابه، وقال: "ما حاجتنا بعد الى شهود!64 فلقد سمعتم التجديف! فماذا ترون؟" فقضى الجميع عليه بأنه مستوجب الموت.65 فأخذ بعضهم يبصقون عليه، ويغطون وجهه، ويلطمونه ويقولون له: "تنبأ!" وأوسعه الخدام لطما...جحود بطرس66 وفيما كان بطرس في الدار، في الأسفل، أتت إحدى جواري رئيس الكهنة؛67 ولما أبصرت بطرس يصطلي، تفرست فيه، وقالت له: "أنت أيضا، كنت مع يسوع الناصري!"68 فأنكر، وقال: "لست أدري ما تقولين، ولا أفهم..." ومضى نحو الخارج، الى الدهليز...69 ورأت تلك الجارية بطرس، فمضت تقول أيضا للقائمين هناك: "إنه منهم".70 فأنكر أيضا. وبعد قليل، قال الحاضرون لبطرس: "في الحقيقة أنت منهم، لأنك جليلي!"71 فأخذ عندئذ يلعن ويحلف، قائلا: "إني لا أعرف هذا الرجل الذي تتكلمون عنه".72 وفي الحال صاح الديك ثانية. فتذكر بطرس الكلام الذي قاله يسوع له: "إنك، قبل أن يصيح الديك مرتين، تنكرني ثلاث مرات". فاسترسل في البكاء.