الترجمة البولسية

البشارة كما دوّنها مرقس

الزواج المسيحي1 وانطلق من هناك، وشخص الى أرض اليهودية، وعبر الأردن؛ فاحتشدت الجموع، من جديد، حوله، وعاد هو يعلمهم على عادته.2 ودنا إليه الفريسيون وسألوه، ليمتحنوه: "هل يحل للرجل أن يطلق زوجته؟"3 فأجاب، وقال لهم: "بم أوصاكم موسى؟"4 قالوا: "لقد أمر موسى بأن يكتب صك طلاق، وأن تخلى".5 فقال لهم يسوع: "إنه لقساوة قلوبكم كتب لكم هذه الوصية؛6 ولكن، في بدء الخليقة، ذكرا وأنثى خلقهما ((الله))،7 فلذلك يترك الرجل أباه وأمه...،8 وكلاهما يصيران جسدا واحدا؛ ومن ثم فليسا هما اثنين بعد بل جسد واحد.9 فما جمعه الله فلا يفرقه إنسان".10 وفي البيت سأله التلاميذ عن ذلك أيضا.11 فقال لهم: "من طلق امرأته وتزوج أخرى، فقد زنى عليها؛12 وإن طلقت امرأة رجلها وتزوجت آخر فقد زنت".يسوعْ والاولاد13 وقدموا إليه أولادا ليلمسهم، فزجرهم التلاميذ.14 ورأى يسوع ذلك فاغتاظ، وقال لهم: "دعوا الأولاد يأتون إلي، لا تمنعوهم! فإن لمثل هؤلاء ملكوت الله.15 ألحق أقول لكم: إن من لا يقبل ملكوت الله مثل طفل فلا يدخله".16 ثم احتضنهم، وباركهم واضعا يديه عليهم.الشاب الغني17 وفيما هو خارج الى الطريق، بادر إليه إنسان، وجثا له سائلا: "أيها المعلم الصالح، ماذا علي أن أعمل لأرث الحياة الأبدية؟"18 فقال له يسوع: "لم تدعوني صالحا؟... ليس من صالح إلا الله وحده.19 أنت تعرف الوصايا: لا تقتل، لا تزن، لا تشهد بالزور، لا تتعد على أحد، أكرم أباك وأمك".20 فقال له: "يا معلم، كل هذا قد حفظته منذ صباي".21 فحدق إليه يسوع، وأحبه؛ وقال له: "أمر واحد ينقصك: امض وبع كل ما لك، وأعطه للفقراء، فيكون لك كنز في السماء؛ ثم تعال اتبعني".22 فانقبض لهذا الكلام. ومضى حزينا لأنه كان ذا خيرات كثيرة.23 فأجال يسوع نظره في ما حوله، وقال لتلاميذه: "ما أعسر على ذوي الأموال أن يدخلوا ملكوت الله!"24 فبهت التلاميذ لأقواله. فاستأنف يسوع، وقال لهم: "يا بني، ما أصعب الدخول الى ملكوت الله!25 إنه لأسهل أن يمر جمل في ثقب إبرة، من أن يدخل غني ملكوت الله!".26 فازدادوا ذهولا، وقال بعضهم لبعض: "إذن، من يستطيع أن يخلص؟"27 فحدق إليهم يسوع، وقال: "ذلك يستحيل عند الناس لا عند الله: فإن كل شيء مستطاع عند الله".مكافأة التجرّد28 فطفق بطرس يقول له: "ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك!"29 فقال يسوع: "ألحق أقول لكم: إنه ما من أحد يترك بيتا، أو إخوة أو أخوات، أو أبا أو أما أو بنين، أو حقولا لأجلي ولأجل الإنجيل،30 إلا يأخذ الآن، في هذا الزمن، مئة ضعف من بيوت وإخوة وأخوات، وأمهات وبنين وحقول - حتى ما بين الاضطهادات،- وفي الدهر الآتي: الحياة الأبدية.31 وكثيرين من الأولين يكونون آخرين، ومن الآخرين يكونون أولين".انباء آخر بالالام32 وكانوا في الطريق صاعدين الى أورشليم. وكان يسوع يتقدمهم؛ وكانوا هم منذهلين، والذين يتبعون خائفين. وعاد فاعتزل بالاثني عشر، وطفق يقول لهم ما سيجري له:33 "ها نحن صاعدون الى أورشليم، وابن البشر سيسلم الى رؤساء الكهنة والكتبة، فيحكمون عليه بالموت، ويدفعونه الى الأمم،34 فيهزأون به، ويبصقون عليه، ويجلدونه، ويقتلونه. ثم ينهض بعد ثلاثة أيام".طلب النبي زبدى35 وتقدم إليه يعقوب ويوحنا، ابنا زبدى، وقالا له: "يا معلم، نريد أن تصنع لنا ما نسألك".36 فقال لهما: "ماذا تريدان أن أصنع لكما؟"37 قالا له: "هب لنا أن نجلس الواحد عن يمينك والآخر عن يسارك، في مجدك".38 فقال لهما يسوع: "إنكما لا تعلمان ما تطلبان. أوتستطيعان أن تشربا الكأس التي أشربها أنا؟ وأن تعتمدا بالمعمودية التي أعتمد بها أنا؟"39 فقالا له: "نستطيع!". فقال لهما يسوع: "ألكأس التي أشربها تشربانها؛ والمعمودية التي أعتمد بها، تعتمدان بها؛40 وأما الجلوس عن يميني أو عن يساري، فليس لي أن أهبه؛ إنما هو للذين أعد لهم".41 وسمع العشرة فأخذوا يغضبون على يعقوب ويوحنا.42 فدعاهم يسوع وقال لهم: "تعلمون أن الذينس يعدون قادة للأمم، يتسلطون عليهم، وعظماهم يسدنهم.43 وأما في ما بينكم فليس الأمر كذلك؛ بل من أراد فيكم أن يصير كبيرا، يكون لكم خادما؛44 ومن أراد فيكم أن يكون الأول، يكون للجميع عبدا.45 فإن ابن البشر لم يأت ليخدم بل ليخدم، ويبذل نفسه فداء عن كثيرين".اعمى اريحا46 وانتهوا إلى أريحا. وفيما هو خارج من أريحا مع تلاميذه وجمع غفير، كان بارتيماوس -ابن تيماوس- وهو متسول أعمى، جالسا على الطريق.47 فلما سمع بأن هذا يسوع الناصري، طفق يصرخ، قائلا: "يا يسوع، ابن داود، ارحمني!"48 وكان كثيرون يزجرونه لكي يسكت؛ إلا أنه كان يزداد صراخا: "يا ابن داود، ارحمني!"49 فوقف يسوع، وقال: "ادعوه". فدعوا الأعمى، قائلين له: "طب نفسا! انهض، إنه يدعوك!"50 فطرح رداءه، ووثب آتيا الى يسوع.51 فسأله يسوع، قائلا: "ماذا تريد أن أصنع لك؟" فقال له الأعمى: "رابوني، أن أبصر!"52 فقال له يسوع: "انطلق؛ إن إيمانك قد خلصك". فأبصر في الحال، وأخذ يتبعه في الطريق.