الترجمة البولسية

البشارة كما دوّنها متى

صفات الصدقة والصلاة والصوم1 "إحترزوا من أن تصنعوا بركم قدام الناس لكي ينظروا إليكم؛ وإلا فلا أجر لكم عند أبيكم الذي في السماوات.2 "فمتى صنعت صدقة فلا تبوق بها قدامك، كما يفعل المراءون في المجامع، وفي الشوارع، لكي يمجدهم الناس؛ ألحق أقول لكم: إنهم قد نالوا أجرهم.3 أما أنت، فإن تصدقت، فلا تعلم شمالك ما تصنع يمينك؛4 لكي تكون صدقتك في الخفية؛ وأبوك الذي يرى في الخفية، يجازيك عنها. -5 ومتى صليتم فلا تكونوا كالمراءين؛ فإنهم يحبون الصلاة قياما في المجامع، وفي زوايا الساحات لكي يظهروا للناس؛ ألحق أقول لكم: إنهم قد نالوا أجرهم.6 أما أنت، فمتى صليت فادخل حجرتك وأوصد الباب، وصل الى أبيك الذي في الخفية؛ وأبوك الذي يرى في الخفية هو يجازيك.7 "وفي الصلاة لا تكرروا الكلام عبثا مثل الوثنيين؛ فإنهم يتوهمون أنهم لكثرة الكلام يستجاب لهم.8 فلا تتشبهوا بهم إذن، فإن أباكم يعلم بما تحتاجون إليه قبل أن تسألوه.9 فأنتم إذن، صلوا هكذا: أبانا الذي في السماوات، ليتقدس اسمك!10 ليأت ملكوتك! لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض!11 خبزنا كفافنا أعطنا اليوم؛12 واغفر لنا ذنوبنا، كما نغفر نحن لمن أساء إلينا13 ولا تدخلنا في تجربة، بل نجنا من الشرير.14 "فإنكم إن غفرتم للناس زلاتهم يغفر لكم أيضا أبوكم السماوي زلاتكم.15 ولكن، إن لم تغفروا للناس زلاتهم، فأبوكم أيضا لا يغفر لكم زلاتكم.16 "ومتى صمتم فلا تكونوا معبسين كالمراءين، فإنهم ينكرون وجوههم ليظهروا للناس صائمين؛ ألحق أقول لكم: إنهم قد نالوا أجرهم17 أما أنت، فمتى صمت فطيب رأسك، واغسل وجهك،18 لكي لا تظهر للناس صائما، بل لأبيك الذي في الخفية؛ وأبوك الذي في الخفية هو الذي يجازيك.التحرر من الارضيات19 "لا تكنزوا لكم كنوزا على الأرض حيث العث والصدأ يتلفان، وحيث اللصوص ينقبون ويسرقون؛20 بل اكنزوا لكم كنوزا في السماء حيث لا يتلف عث ولا صدأ، وحيث لا ينقب لصوص ولا يسرقون.21 فإنه حيث يكون كنزك، فهناك يكون قلبك أيضا.22 سراج الجسد العين. وإذن، إن كانت عينك صحيحة فجسدك كله يكون مستنيرا؛23 وإن كانت عينك عليلة، فجسدك كله يكون مظلما. وإذا كان النور الذي فيك ظلاما، فيا للظلمة [عندئذ]!24 "لا يستطيع أحد أن يخدم سيدين: فإنه إما يبغض الواحد ويحب الآخر، أو يلزم الواحد ويرذل الآخر: لا تقدرون أن تعبدوا الله والمال!25 من أجل هذا أقول لكم: لا تهتموا لأنفسكم بما تأكلون، ولا لأجسادكم بما تلبسون. أليست النفس أفضل من الطعام، والجسد أعظم من اللباس؟26 أنظروا الى طيور السماء: فإنها لا تزرع ولا تحصد، ولا تجمع الى الأهراء، وأبوكم السماوي يقوتها؛ أفلستم، أنتم، أفضل منها بكثير؟27 من منكم يستطيع، مع الجهد، أن يزيد على عمره ذراعا واحدة؟ -28 ولماذا تقلقون بشأن اللباس؟ تأملوا زنابق الحقل كيف تنمو: إنها لا تتعب ولا تغزل؛29 وأنا أقول لكم: إن سليمان نفسه، في كل مجده، لم يلبس كواحدة منها.30 فاذا كان عشب الحقل، الذي يكون اليوم، ويطرح في التنور غدا، يلبسه الله هكذا، فكم بالأحرى يلبسكم أنتم، يا قليلي الإيمان؟31 فلا تقلقوا إذن، قائلين: ماذا نأكل؟ أو: ماذا نشرب؟ أو: ماذا نلبس؟32 فهذا كله يطلبه الوثنيون، وأبوكم السماوي عالم بأنكم تحتاجون الى هذا كله.33 بل اطلبوا أولا ملكوت الله وبره، وهذا كله يزاد لكم.34 فلا تهتموا إذن للغد، فالغد له همومه؛ يكفي كل يوم همه!