7 الآلام الخلاصية والقيامة المجيدة - المؤامرة على يسوع¹ ولما فرغ يسوع من هذا الكلام كله، قال لتلاميذه:² "إن الفصح، على ما تعلمون، بعد يومين؛ وابن البشر يسلم للصلب".³ عندئذ اجتمع رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب في دار رئيس الكهنة، المدعو قيافا،⁴ وائتمروا أن يلقوا القبض على يسوع، بحيلة، ويقتلوه.⁵ بيد أنهم كانوا يقولون: "لا في العيد لئلا يقع بلبال في الشعب".تضميخ يسوع بالطيب⁶ وفيما كان يسوع ببيت عنيا، في بيت سمعان الأبرص،⁷ دنت إليه امرأة معها قارورة طيب نفيس جدا، وأفاضته على رأسه، وهو متكئ.⁸ فلما أبصر التلاميذ ذلك غضبوا، وقالوا: "لم هذا الإتلاف؟⁹ لقد كان في الإمكان أن يباع هذا الطيب بكثير، ويعطى للفقراء".¹⁰ فعلم يسوع فقال لهم: "لم تزعجون هذه المرأة؟ فإنها قد أحسنت في ما صنعت إلي؛¹¹ فإن الفقراء عندكم في كل حين، وأما أنا فلست معكم في كل حين؛¹² وهذه، إذ أفاضت هذا الطيب على جسدي، إنما فعلته لأجل دفني.¹³ ألحق أقول لكم: إنه حيثما كرز بهذا الإنجيل -في العالم كله- يخبر أيضا بما فعلت هذه، تذكارا لها".خيانة يهوذا¹⁴ عندئذ انطلق أحد الاثني عشر، المسمى يهوذا الإسخريوطي، الى رؤساء الكهنة،¹⁵ وقال لهم: "ماذا تريدون أن تعطوني، وأنا أسلمه إليكم؟" فجعلوا له ثلاثين من الفضة.¹⁶ ومنذئذ كان يطلب فرصة سانحة ليسلمه.العشاء الفصحي¹⁷ وفي اليوم الأول من الفطير، دنا التلاميذ إلى يسوع، وقالوا: "أين تريد أن نعد لك فتأكل الفصح؟"¹⁸ قال: "إذهبوا الى المدينة، الى فلان، وقولوا له: المعلم يقول: إن زماني قد اقترب؛ فعندك أصنع الفصح مع تلاميذي".¹⁹ ففعل التلاميذ كما أمرهم يسوع، وأعدوا الفصح.²⁰ ولما كان المساء اتكأ مع التلاميذ الاثني عشر.²¹ وفيما هم يأكلون، قال: "ألحق أقول لكم: إن واحدا منكم سيسلمني".²² فاستولى عليهم حزن شديد، وشرع كل واحد يقول له: "ألعلي أنا، يا رب؟"²³ فأجاب، وقال: "إن الذي غمس يده معي في الصحفة، هو الذي يسلمني!²⁴ إن ابن البشر ماض بحسب ما هو مكتوب عنه؛ ولكن، ويل لذلك الرجل الذي يسلم ابن البشر! فلقد كان خيرا لذلك الرجل أن لا يولد!"²⁵ فأجاب يهوذا الذي كان مزمعا أن يسلمه، وقال: "ألعلي أنا، رابي؟" فقال له: "أنت قلت!"رسم الافخارستيا²⁶ وفيما هم يأكلون أخذ يسوع خبزا، وبارك، ثم كسر وأعطى التلاميذ، قائلا: "خذوا، كلوا، هذا هو جسدي".²⁷ ثم أخذ كأسا، وشكر، وأعطاهم، قائلا: "إشربوا منها كلكم؛²⁸ فإن هذا هو دمي، دم العهد [الجديد]، الذي يهراق عن كثيرين لمغفرة الخطايا.²⁹ وأقول لكم: إني لن أشرب بعد من عصير الكرمة إلى اليوم الذي فيه أشربه معكم جديدا، في ملكوت أبي".الانباء بجحود بطرس³⁰ ثم سبحوا وخرجوا إلى جبل الزيتون.³¹ حينئذ قال لهم يسوع: "كلكم تضعفون بسببي، في هذه الليلة، لأنه مكتوب: سأضرب الراعي فتتبدد خراف القطيع.³² ولكن، متى قمت أسبقكم الى الجليل".³³ أجاب بطرس، وقال له: "لو ضعف الجميع بسببك، ما ضعفت أنا البتة!"³⁴ فقال له يسوع: "ألحق أقول لك: إنك في هذه الليلة، وقبل أن يصيح الديك، تنكرني ثلاث مرات".³⁵ قال له بطرس: "لو اضطررت أن أموت معك، ما أنكرتك!" وهكذا قال أيضا جميع التلاميذ.في بستان الزيتون³⁶ حينئذ جاء يسوع معهم إلى موضع يدعى جتسماني، وقال للتلاميذ: "أمكثوا ههنا ريثما أمضي الى هناك وأصلي".³⁷ ثم أخذ معه بطرس وابني زبدى، وطفق يحزن ويكتئب،³⁸ عندئذ قال لهم: "إن نفسي حزينة حتى الموت؛ فأقيموا ههنا واسهروا معي".³⁹ ثم تقدم قليلا، وسقط على وجهه، وصلى، قائلا: "يا أبتاه، إن أمكن، فلتجز عني هذه الكأس! ولكن، ليس ما أريد أنا، بل ما تريد أنت".⁴⁰ ثم جاء الى التلاميذ فوجدهم نائمين؛ فقال لبطرس: "هكذا! لم تقدروا أن تسهروا معي ساعة واحدة!⁴¹ إسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة: إن الروح نشيط، أما الجسد فضعيف".⁴² ثم مضى أيضا وصلى، قائلا: "يا أبتاه، إن كان لا يمكن أن تجوز هذه الكأس إلا أن أشربها، فلتكن مشيئتك!"⁴³ ورجع فوجدهم أيضا نائمين لأن عيونهم كانت ثقيلة؛⁴⁴ فتركهم ومضى أيضا، وصلى ثالثة، قائلا الكلام بعينه.⁴⁵ حينئذ جاء الى التلاميذ، وقال لهم: "ناموا الآن واستريحوا... ها قد دنت الساعة، وابن البشر يسلم إلى أيدي الخطأة!...⁴⁶ قوموا! هيا بنا! إن الذي يسلمني قريب".القبض على يسوع⁴⁷ وفيما هو يتكلم، إذا يهوذا، أحد الاثني عشر، قد أقبل في جمع كثير، بسيوف وعصي، من قبل رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب.⁴⁸ وكان مسلمه قد أعطاهم هذه العلامة: "الذي أقبله هو هو، فأمسكوه!"⁴⁹ وفي الحال دنا إلى يسوع، وقال: "السلام، رابي!" وقبله.⁵⁰ فقال له يسوع: "أيها الصديق، إذهب في ما أنت فيه!" عندئذ تقدموا وألقوا أيديهم على يسوع، وأمسكوه.⁵¹ وإن واحدا ممن كانوا مع يسوع، مد يده، واستل سيفه، وضرب غلام رئيس الكهنة، فقطع أذنه.⁵² حينئذ قال له يسوع: "رد سيفك الى موضعه، لأن جميع الذين يأخذون السيف، يهلكون بالسيف.⁵³ أوتظن أني لا أستطيع أن أسأل أبي، فيقيم لي، في الحال، ما ينيف على اثنتي عشرة كتيبة من الملائكة!...⁵⁴ فكيف إذن تتم الكتب [القائلة]: إن هذا ما ينبغي أن يكون؟"⁵⁵ في تلك الساعة قال يسوع للجموع: "كأني بكم خرجتم على لص بسيوف وعصي لتأخذوني! كل يوم كنت أعلم، جالسا في الهيكل، ولم تمسكوني!..."⁵⁶ وإنما كان هذا كله لتتم كتب الأنبياء. عندئذ تركه التلاميذ كلهم؛ وهربوا.يسوع امام رئيس الكهنة⁵⁷ وأما الذين قبضوا على يسوع فمضوا به إلى قيافا رئيس الكهنة، حيث اجتمع الكتبة والشيوخ.⁵⁸ وكان بطرس يتبعه من بعيد إلى دار رئيس الكهنة؛ ثم ولج إلى الداخل، وجلس بين الشرط ليرى العاقبة.⁵⁹ وكان رؤساء الكهنة، والمحفل كله أجمع، يطلبون على يسوع شهادة زور ليقتلوه؛⁶⁰ ولم يجدوا، مع أن شهود زور كثيرين قد تقدموا. أخيرا تقدم شاهدا زور،⁶¹ وقالا: "إن هذا الرجل قال: في وسعي أن أهدم هيكل الله وأبنيه في ثلاثة أيام".⁶² فقام رئيس الكهنة، وقال له: "أما تجيب بشيء! ماذا يشهد به هذان عليك!"⁶³ أما يسوع فكان صامتا. فقال له رئيس الكهنة: "أستحلفك بالله الحي أن تقول لنا هل أنت المسيح، ابن الله".⁶⁴ فقال له يسوع: "أنت قلت. وأيضا أقول لكم، إنكم منذ الآن تبصرون ابن البشر جالسا عن يمين القدرة، وآتيا على سحاب السماء".⁶⁵ عندئذ شق رئيس الكهنة ثيابه، وقال: "لقد جدف! فما حاجتنا بعد إلى شهود؟ ها إنكم قد سمعتم تجديفه!⁶⁶ فماذا ترون؟" أجابوا: "إنه يستوجب الموت".⁶⁷ عندئذ بصقوا في وجهه، ولطموه؛ وآخرون لكموه،⁶⁸ قائلين: "تنبأ لنا، يا مسيح! [قل] من الذي ضربك؟"جحود بطرس⁶⁹ وأما بطرس فكان جالسا خارجا في الدار. فتقدمت إليه جارية، وقالت: "أنت أيضا كنت مع يسوع الجليلي!".⁷⁰ فأنكر قدام الجميع، قائلا: "لا أدري ما تقولين!"⁷¹ ثم تقدم نحو البوابة فرأته أخرى، فقالت للذين هناك: "هذا كان مع يسوع الناصري".⁷² فأنكر أيضا بقسم، وقال: "إني لا أعرف الرجل!"⁷³ وبعد قليل، تقدم القائمون هناك، وقالوا لبطرس: "في الحقيقة أنت أيضا منهم: فإن لهجتك تشهد عليك!"⁷⁴ فأخذ حينئذ يلعن ويحلف: "إني لا أعرف الرجل!". وصاح للوقت ديك.⁷⁵ فذكر بطرس الكلام الذي قاله يسوع: "إنك، قبل أن يصيح الديك، تنكرني ثلاث مرات". فمضى إلى خارج، وبكى بكاء مرا.